يقول المثل «عيش يوم ديك ولا دهر دجاجة». يبدو أن الدجاجة هذه الأيام أغلى من الديك وأشجع منه بدليل أنها رفعت سعرها في السوق إلى أن بلغت 18 ريالاً للكيلو الواحد، ولا رقيب ولا حسيب. الديك نسمع به في الأعياد عند أشقائنا في مصر أو سوريا وغيرها، وليس أي ديك بل الديك الرومي، أما ديكنا فلا قيمة له، والديك الرومي يبدو أنه سطا على ابن البلد المسكين حتى ساوم على الدجاجة ورفعها إلى سعر لا يقدر عليه فقراؤنا.. وكأن هذا الديك يريد إلغاء المثل الآخر «لا تصير دجاجة» فهو ينتصر لفئته عندما بات الغلبان منا لا يستطيع شراء دجاجة. وقد يسعى -والله أعلم- إلى مساندة الجميع في أن يكونوا نباتيين كي تتكاثر فصيلته ويعيش بشكل أكثر بحبوحة مما هو عليه. وليقول كن دجاجة فالدجاجة سعرها أغلى منك.. وشهرتها الآن بلغت الآفاق. رحم الله أياما كنا نتساءل فيها -من فضاوتنا- عن أيهما جاء قبل: البيضة أم الدجاجة؟.. إذ لم نعد نفكر إلا في: هل تستطيع اليوم شراء بيضة أو فخذ دجاجة؟.. قد يهزأ بنا الديك ذات يوم ويقول لنا كلوا عرفي!