نومي ثقيل وعميق، أنام نهارا – لظروف العمل – وأستيقظ ليلا، لذا فساعات نومي نهارا تكون مزعجة، ولأجل إيقاظي تلجأ زوجتي لعديد من الحيل، كأن تقول لي إن أحد أبنائي اختفى من المدرسة!، أو أنها تسمع أصوات لصوص في المنزل، أو أن السائق تعرّض لحادث، وهكذا..، فأقوم منزعجاً ثمّ لا تلبث أن تردد: «ضحكت عليك»!. صباح الأربعاء، قالت لي بأن مبنى صحيفة «الشرق» احترق، فشددتُ لحافي عليّ آملاً أن لا تنطلي عليّ حيلتها، وأن أكسب نصف ساعة زيادة في النوم، فقَرَعت رأسي حتى أجبرتني على فتح عينيّ وهي تريني صورة انتشرت على ال «واتس آب» تُظهر الدخان المتصاعد من مبنى الصحيفة، شددتُ لحافي مرة أخرى إلى رأسي وأنا أردد في خاطري: «فوتشوب.. فوتشوب.. نصّابة.. نصابة»، وحين يئِستْ منّي ألقت جهاز هاتفي الجوّال – بعد أن تعمّدت رفع صوته – بجوار رأسي ليبدأ في الرنين المتواصل، وبعد إجابة أول اتصال تيقّنتُ الخبر. كان في اعتقادي وأنا أتوجه إلى المبنى أن الحريق محدود، لكني عندما دخلت إلى صالة التحرير صُدمتُ بالمشهد، لقد كان كلّ شيء في الصالة الضخمة منصهراً وذائباً فعلاً. دار في رأسي حينها سؤال وحيد: هل نستطيع الصدور غداً؟، وجاءت الإجابة في لمح البصر كالتالي: في 20 مارس 2003 وبعد منتصف الليل بساعات قصفت مقاتلات أمريكية العاصمة العراقية بغداد فيما سُمّي ب» ضربة الفرصة»، حينها كنت مديرا لتحرير صحيفة الاقتصادية تحت رئاسة الصحفي القدير محمد التونسي، كنّا انتهينا من إعداد العدد قبل الضربة، ودرات المطبعة ونحن بين توقع للضربة الأمريكية من عدمها، وغادر الجميع إلى منازلهم دون أن نتمكن من تغطية الحدث، فنحن ملزمون بوقت طباعة مبكّر ودورة توزيع تخنقنا. بقي رئيس التحرير التونسي ومدير التحرير نصر المجالي ومخرج منفذ واحد في صالة التحرير، وبعد وقوع الضربة في وقت مبكّر جدّا من فجر ذلك اليوم، لم يكن من الممكن نشر أي شيء إلا في اليوم الذي يليه، لكنّ المفاجأة بالنسبة لي أن صحيفة الاقتصادية، وبثلاثة أفراد فقط، وفي وقت شبه مستحيل، وخلال أقل من ساعتين، أنجزت ملحقاً خاصاً من 16 صفحة، كان يوزع في جميع المنافذ عند السابعة صباحا. ومع اختلاف الظروف والملابسات بين حالة الاقتصادية، وبين حريق «الشرق»، إلاّ أنني تعلّمت درساً من تجربة الاقتصادية، بأن العقل والإرادة يكسران حاجز المستحيل، لذا أدرت ظهري لصالة تحرير «الشرق» المحترقة وأنا أردد في خاطري: نعم، نعم، نستطيع. وخلال أقلّ من ساعتين، كانت طاولة اجتماعات إدارة «الشرق» عامرة بالأجهزة والمحررين والمخرجين والمنفذين، وكان الكلّ يعمل في خلية نحل عقلها وقلبها وإرادتها تضع نصب عينها إصدار صحيفة «الشرق» من 24 صفحة في موعدها مهما حدث. في خضم الألم والفاجعة التي تعتصر الجميع مغرب حريق الأربعاء، كان هناك وقت لكلّ شيء، كلّ ثانية فيه لها معنى، من تركيب الأجهزة وإيصال الهواتف، والتخطيط لدورة عمل جديدة من الأساس، وإنتاج وتحرير الصفحات، كان هناك وقت أيضاً للصلاة وتناول الفطائر والمزاح والصراخ، بل وافتعال المشكلات بين الزملاء وحلّها في نفس الوقت، والانتهاء من الصفحات، وإعادة رسمها والتعديل عليها من جديد، وكان هناك وقت أيضاً لتناول وجبة «مندي» توّجت جهد اليوم. كان هدير موج العاملين ثورة هائلة على الظروف الحزينة، كما قال الشاعر نزار قبّاني: «إنّ الثورة تولد من رحم الأحزان»، وهكذا كان. رئيس التحرير والمدير العام انشغلا بتناول القهوة والشاي والرد على اتصالات من يرغب الاطمئنان، وتبادل النكات فيما بينهما، وهما يعلمان في قرارة نفسيهما أي أنواع فرق العمل التي أسّساها، فقد أسّسا عقولاً فاعلة وإرادة فذّة. يوم حريق الأربعاء أثبت بما لا يدع مجالا للشكّ أن العقول والإرادة إذا اجتمعت تصنع المستحيل، وليست هذه النظرية على مستوى فريق العمل في «الشرق» فقط، بل هي درسٌ تصدّره «الشرق» للآخرين. رئيس التحرير قينان الغامدي ونائباه إبراهيم الأفندي وسعيد معتوق والمساعد التنفيذي لرئيس التحرير خالد صائم الدهر ومدير تحرير المحليات حبيب محمود
المدير العام خالد بو علي ونائبه علي الجفالي
سكرتير التحرير أمين الإمام والزملاء مصطفى أبو السعود وفهد الخميس ومحمد طه خلال إرسال الصفحات للمطبعة
سعيد معتوق ومدير العمليات عبدالله الضبعة والمستشار القانوني وليد القحطاني
الزملاء عبدالله فرحة ومحمد طه وفضل رحيم يؤدون العمل من خارج الصحيفة
أسامة مكي ويوسف الرفاعي ومحمد فكري وعصام سعيد
سكرتير التحرير عصام عبدالسلام
نائب رئيس التحرير يطَّلع على عدد أمس بحضور مدير تحرير السياسة عمرو النجار
مشرف الخدمات حجاج سيد يفحص بعض التمديدات الكهربائية
مدير تحرير الثقافة عبدالوهاب العريض
رئيس قسم الإخراج باسل المشرف والزملاء عبدالناصر أبو سليمان وحسن جبران وهاني المنجور ويوسف العدني
صالة التحرير المؤقتة ويظهر سيد محفوظ وبهاء فرح وحاتم سالم وأسامة مكي
حارس الأمن نايف عبيد
مصورا الشرق أمين الرحمن وحمدان الدوسري
الزملاء في قسم التصحيح زهدي صالح وفايز الغامدي وعماد محمد والطيب صلاح الدين
عامل البوفيه حبيب كان جندياً مجهولاً في الصحيفة
المساعد التنفيذي لرئيس التحرير والزميلان معتصم هارون ووائل صلاح
مدير مكتب رئيس التحرير محمد اليامي وخالد سمران
مساعد رئيس التحرير وليد بو علي والزميلان باسل المشرف وهاني المنجور
شريف الحناوي يشرح للزميل يوسف الرفاعي بعض التقنيات
عدد من العمال يجهزون مكاتب مؤقتة للتحرير
الزملاء خالد صائم الدهر وعبدالناصر أبو سليمان وحسن جبران وعماد القرني ومعتصم هارون ووائل صلاح
رجل الأعمال محمد بازهير مع الزميلين حبيب محمود ومحمد الأمير
رئيس قسم التصحيح خليل عناية
مدير تحرير الاقتصاد أحمد العبكي ورئيس القسم الرياضي سعيد عيسى
مسؤول ال “أون لاين"عبدالله فرحة مع الزميل سعيد عبدالقادر