تجاوزنا الصدمة بفضل الله، وصدرت «الشرق» أمس، وهي بين أيديكم اليوم، وستصدر غداً وكل يوم بإذن الله. الزملاء في الإدارة والتحرير والقسم الفني بذلوا جهوداً مضاعفة ومازالوا حتى هذه اللحظة يبذلونها لتجاوز آثار الكارثة، وكما قلت أمس فقد أثبت الجميع أنهم في مستوى المسؤولية، وإنهم يتصرفون وكل منهم يشعر أنه مالك المؤسسة والصحيفة، فشكراً للجميع وشكراً لكل من تعاطف وتألم واتصل وأرسل، وهم أكثر من أن أحصيهم، ونحن في «الشرق» جميعاً مدينون لهم بهذا الموقف النبيل، ونعتذر بحرارة الصدق والحب لكل من لم نتمكن من الرد عليه؛ فقد كنا ومازلنا في ظرف استثنائي، ونثق أن الجميع يقدرون ذلك ويتفهمونه، لا أرى الله إنساناً أي مكروه في هذه الأرض، ونحمده جل وعلا على أن قدّر ولطف، وهو اللطيف الخبير. الزملاء والزميلات كلهم سواء في المركز الرئيس أو المكاتب أو في خارج المملكة، يخففون عن بعضهم بعضاً عبر الرسائل والاتصالات، ويشحذون همم بعضهم بعضاً بمضاعفة الجهد وتجاوز الصدمة بالصبر حيناً والنكات والطرائف أحياناً، والكل منصرف إلى عمله وتكريس عطائه وجهده، وهم لا ينتظرون مني شكراً، بل يقولون بصوت واحد هذا واجبنا و«الشرق» بيتنا. أمّا زميلنا الأثير خالد بو علي المدير العام وفريقه من الإداريين والماليين في المؤسسة فقد أشغلونا من صباح أمس، وعلى طريقة «ذهبت السكرة وجاءت الفكرة» فهو وهم في جولات لا تنقطع بين الدور الثالث «المحترق» وبين مكتبه في الدور الرابع الذي أصبحت قواتي مرابطة فيه، جاؤوا المرة الأولى وقالوا الخسائر كبيرة جداً، ربما تصل مليوناً ونصف المليون، ثم عادوا مرة أخرى وقالوا ربما تصل مليونين، وأخيراً ضقت بهم ذرعاً وقلت بهدوء: خذوا وقتكم في التقدير أمّا الترميم فلا وقت عندنا له، نريد المبنى جاهزاً خلال أسبوع واحد، فانتفض المدير العام وقال: شرفتنا يا بن لادن يقصد الشركة الكبرى التي تنجز بفضل الدعم في غمضة عين. وضحكنا ثم قال: أعطونا فرصة وسنعيده أجمل مما كان، قلت : المهم السرعة، فقال: والفلوس؟! واذا بالهاتف يرن، وكان على الطرف الآخر رئيس مجلس الإدارة الشيخ سعيد غدران ليطمئن، فرويت له ما يحدث بيننا ، فقال: ما عليك منه، كل شيء يخدم «الشرق» نحن جاهزون له. فقطعت جهيزة قول كل خطيب.