أصدرت الفيفا القائمة المختصرة للاعبين ال 23 المرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2011. و بدون مفاجآت يتصدر ليونيل ميسي ،قائمة الترشيحات، و ينافسه على ذلك كريستيانو رونالدو. فوز ميسي باللقب يجعله أول لاعب في العالم يفوز بهذه الجائزة لثلاثة مرات متتالية وهذا مالم يفعله أي لاعب آخر في تاريخ الجائزة. قد تكون قصة احتضان أكاديمية نادي برشلونة لميسي و هو في الثالثة عشر من عمره معروفة، لكن القليل يعلم أن الطريق للشهرة لم يكن مفروشاً بالورود للفتى الأرجنتيني، خاصة في السنة الأولى. لذلك تبقى شخصية ميسي المنضبطه و القادرة على تحمل المسؤولية، لها الدور الأكبر فيما أنجزه بعد ذلك. ففي أول سنة لميسي مع برشلونة عام 2001 و هو إبن الثالثة عشر فقط، واجه مشكلة في الأوراق الرسمية لإنتقاله بين الإتحاد الأرجنتيني و الأسباني، مما ترتب عليه عدم لعبه سوى مباريات محدودة جدا مع الفريق لفئته العمرية. و بعد عدة أسابيع، تعرض ميسي إصابتين متتاليتين، كسر في ساقه اليسرى كلفته ستة أسابيع علاج، ثم إصابة في أربطة قدمه الأخرى كلفته ثلاثة أسابيع علاج. و مع نهاية الموسم الأول له كان ميسي قد لعب مباراتين رسميتين فقط و بطولة واحدة ودية. هل كان إنتقال عائلة ميسي بأكملها إلى برشلونة مغامرة غير محسوبة؟ الأمر كان يبدو كذلك في السنة الأولى، فلا ميسي أستطاع أن يثبت وجوده بقوة، و لا عائلته استطاعت التأقلم مع الحياة في برشلونة، و حصل إجتماع عائلي مهم لتقرير الخطوة المقبلة بشأن مستقبل ليونيل و العائلة ككل، فسألوه إن ما كان يرغب فعلا في البقاء و مواجهة التحدي و إثبات وجوده، أو الإنسحاب و العودة الى مدرسته و مسكنه و حيه الصغير في روزاريو؟ كان ليونيل متأكدا جدا أنه يرد الإستمرار و أنه قادر على فعل ذلك، فقرر والده البقاء معه، بينما حزم كل من أمه و أختيه و أخيه الحقائب و عادوا الى روزاريو في الأرجنتين. طوال هذه الفترة كان ميسي في قمة الإنضباط في التمارين و كان يأخذ الأمور محمل الجد تماما، و بعد مرور سنة تماما من قدومه إلى الفريق الكاتالوني تم إنهاء الأوراق الرسمية لإنتقاله و بدء المشاركة في بطولات حقيقية، و بدأت الأمور تتحسن فمع أول بطولة شارك فيها، بدى للجميع أنهم يشاهدون ظاهرة جديدة في عالم كرة القدم. نجاح ميسي لم يكن بسبب مهارته الفطرية فقط، بل الجانب الشخصي منه و القدرة على تحمل المسؤولية، و تحديد تماما ماذا يريد و العمل الدؤوب على ذلك حتى و من عمر صغير كأعمار المراهقة، و كذلك الظروف المحيطة به، فمن تشجيع كبير من والده و من أكاديمية (لا ماسيا) الكاتالونية و المعروف عنها أنها تهتم كثيرا في الجانب الأخلاقي و التوعية بالمسؤولية و الحياة الصحية بدءا من أعمار صغيرة لمنتسبيها. هذه الحكاية تعطيني بعضا من الملامح عن بعض الفوارق بين الاحتراف بين الملاعب العربية و الأوربية، فهناك مسؤولية مشتركة بين النادي لتطوير اللاعب مهاريا و لياقيا داخل الملعب و فكريا خارجه، و بين اللاعب نفسه لأن يكون عنده الرغبة لتحمل هذه المسؤولية و القدرة على تطوير نفسه. الأرجنتين | الدوري الأسباني | برشلونة | كرة القدم | ميسي