استبعد قيادي في ائتلاف دولة القانون العراقي، الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، تدخل مرجعية النجف الدينية في الخلاف بين بغداد وأربيل حول المناطق المتنازع عليها. وتعليقاً على زيارة وفد سياسي كردي لمكاتب المرجعيات الدينية، قال سعد المطلبي ل”الشرق” إن هذه المكاتب أغلقت أبوابها في وجه الوفود الرسمية لرفضها التدخل في السياسة، معتبراً أن حل الأزمة يتمثل في خروج قوات البيشمركة (الأمن الكردي) من المناطق المتنازع عليها. في المقابل، أكدت مصادر كردية مطلعة أن شخصيات من حوزة النجف العلمية، أحدهم نجل المرجع الديني بشير النجفي، أكدوا استياء كبار المراجع من “التصعيد العسكري” بين بغداد وأربيل، وعدّوا مَنْ يقف وراءه يبحث عن “مكاسب انتخابية”. من جهته، اتهم التحالف الكردستاني رئيس الوزراء بخرق الدستور لأكثر من ست مرات خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده السبت الماضي في مقر الحكومة. وأشار النائب عن التحالف، محما خليل إلى أن حديث المالكي وردت فيه أكثر من ستة خروقات دستورية واضحة، ومنها توجيهه تهديداً للنواب الذين كشفوا عن تعذيب واغتصاب موقوفات في سجون النساء العراقية. وفيما يخص مقترح المالكي بقيام أبناء المناطق المتنازع عليها بحمايتها، رأى خليل “أن هذه المقترحات محاولة من رئيس الوزراء لصرف الأنظار عن عدم التزامه بمسؤولياته”. وتصاعدت حدة الأزمة بين إقليم كردستان وحكومة بغداد عقب حادثة قضاء “طوزخورماتو” في محافظة صلاح منتصف نوفمبر الماضي، التي بدأت باشتباك عناصر من قوات عمليات دجلة الحكومية وحراسة موكب مسؤول كردي يدعى كوران جوهر ما أسفر عن مقتل وإصابة 11 شخصاً غالبيتهم عناصر من عمليات دجلة، ما دفع كل طرف لاتهام الآخر بحشد قواته قرب القضاء. بدوره، يعود رئيس الجمهورية العراقي، جلال طالباني إلى بغداد خلال اليومين المقبلين بعد غياب طال بضعة أسابيع، ويعمل الرئيس حالياً على تسوية الخلافات بين المالكي والأكراد. وكان مصدر مطلع قد كشف “أن قوة كبيرة من البيشمركة توجهت صباح اليوم بأسلحتها الثقيلة والمتوسطة إلى محافظة كركوك المتنازع عليها مع الحكومة”. بغداد | مازن الشمري