وفي تحد سافر ومكشوف فإن كثيرا من المقاهي والمطاعم التي منع فيها (تدخين الشيشة) لم يلتزم بقرارات بلدية جدة ولا صحتها ولا أي مرفق من مرافقها. ففي شارع اليمامة الذي تقع عليه شرطة حي السلامة في جدة توجد ثلاثة مقاه. واحد منها فقط لايقدم الشيشة لمرتاديه أما الآخران فيفعلان ذلك دون حرج أو خوف من سؤال أو عتاب. وأين؟ بجوار مركز الشرطة الذي يفترض أن يكون العامل الأول المساعد في تطبيق قرارات الجهات الحكومية! رائحة الشيشة تزكم أنوف العاملين في الشرطة ولا أظن أن أحدهم يوافق على ذلك ولا أظن أن أحدهم اتصل على البلدية وبلغَّها بوجود مخالفة صريحة لدى جيرانهم المقاهي! مقهى التزم واثنان لم يفعلا. لماذا؟ البعض يقول إن المقاهي التي لها ظهور تتكئ عليها لم ولن تلتزم بالقرار، والبعض يقول إن المسألة لاتحتاج إلى ظهور ولا بطون فقد جرت العادة بأن تفرض قوانين وتتخذ قرارات ثم لاينفذها أحد. إما بسبب التقاعس وعدم الاهتمام وإما بسبب المقولة (المخزية) التي نرددها صباح مساء (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق). اللص عندما يسرق فإنه يسترزق فلماذا لانعفيه من العقوبة تأسيا بالمقولة الفاسدة؟ في اعتقادي أن منع التدخين بأنواعه في المطاعم والمقاهي والأمكنة العامة مسألة ضرورية للغاية لجميع الناس، وأن تطبيق القرارات والأنظمة مطلب ضروري وحضاري يدل على أننا نعيش في مجتمع يحترم نفسه باحترامه لقراراته وأنظمته.