انعكس النجاح الميداني الكبير لحركة حماس خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل على خطابها الرافض لتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس للأمم المتحدة فتحولت إلى موقف الداعم في إطار سعيها لتحقيق مكاسب سياسية تجعلها تعزز من دورها كلاعب أساسي في المشهد الفلسطيني وتقرِّب خطوة المصالحة. وربط المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري، بين تأييد حركته التوجه إلى الأممالمتحدة ودعمها أي خطوة مستندة لرؤية وطنية مقاومة تحقق إنجازاً للفلسطينيين دون الانتقاص من حقوقهم. وكان الرئيس الفلسطيني توجه أمس إلى الأممالمتحدة للمطالبة بمنح فلسطين صفة دولة بدرجة مراقب. وفسر أبو زهري، في حديثه ل «الشرق»، تعامل حماس بإيجابية مع التوجه للأمم المتحدة رغم وصفها الخطوة سابقاً ب «أحادية الجانب» بأنها (الحركة) معنيّة بتوحيد الموقف الفلسطيني. من جانبه، علّل رئيس تحرير جريدة «الرسالة» المقربة من حماس، وسام عفيفة، تغير موقف حماس من التوجه للأمم المتحدة برغبتها في الاستثمار السياسي للانعكاس الإيجابي للعدوان على غزة وانتصارها ميدانياً، منبهاً إلى أن مشروع التهدئة والتدخلات العربية والأوربية لتحقيقه فتح على حركة حماس أبواباً جديدة للعلاقات في المستويين الإقليمي والدولي. وأشار عفيفة ل «الشرق» إلى قناعة حماس بأن خطوة الرئيس»أبو مازن» إن لم تكن مفيدة فإنها لن تضر بشكل كبير، مبيناً أن حماس ستستفيد بأكثر من جهة لتعاطيها بإيجابية مع التوجه، الأولى لن تبدو عائقاً أمام خطوة فلسطينية يحاول الرئيس أن يظهر فيها وكأنه يقدم شيئا للقضية الفلسطينية، والثانية تقديم خطوة إيجابية في ملف المصالحة ردا على خطاب أبو مازن الأخير، والذي قال خلاله «اليوم نذهب للأمم المتحدة، وفي اليوم التالي نبحث موضوع المصالحة». وأوضح «عفيفة» أن النقطة الإيجابية الثالثة التي ستجنيها حماس تتمثل في تتويج موقعها كلاعب مهم في الساحة السياسية يتعاطي مع كل المتغيرات سواءً على صعيد ما جرى في التهدئة أو على صعيد التوجه للأمم المتحدة، مضيفاً «المعطيات السابقة أوصلت الحركة إلى نتيجة مفادها ضرورة استثمار هذه الأجواء سياسياً». في سياقٍ متصل، رأى المدير الإقليمي لمجلس العلاقات الأوروبية الفلسطينية، الدكتور رامي عبده، أن خروج الفلسطينيين بموقف موحد أحرج الموقف الأوروبي الذي كان يتحجج بالانقسام الفلسطيني، وبالتالي ساهم موقف حماس الداعم لعباس في تشجيع عديد من الدول الأوربية على مساندة الطلب الفلسطيني. واعتبر عبده، في حديثه ل «الشرق»، أن هناك تخوفاً من بعض الأطراف الأوروبية من ملاحقة السلطة الفلسطينية لقيادات إسرائيل في المحاكم الدولية، وهو ما جعل بريطانيا تربط بشكل واضح دعمها المطلب الفلسطيني بعدم مقاضاة إسرائيل في المستقبل.