أكد الدكتور أحمد أحمد جاد في محاضرته التي ألقاها في نادي الأحساء الأدبي وأدارها الشاعر عبدالله الخضير مساء أمس الأول وحملت عنوان (الإحساس بالذات في شعر ابن المقرب العيوني) إن دوافع دراسته هذه تعود لسببين الأول الإعجاب بالعيوني والثاني تجاهل الكثير من الأدباء والنقاد لشعره. وقد تناول المحاضر سيرة الشاعر العيوني وما تعرض له من اضطهاد من بني قبيلته وأقاربه وكذلك تنقلاته بين الأحساء والقطيف والموصل وبغداد في العراق والبحرين خلال فترة حياته التي كانت ما بين 572 630 هجرية. وأوضح المحاضر أن العيوني لديه إحساس كبير بذاته وهذا ما تجلى ذلك في شعره. وفرق الدكتور جاد بين الإحساس بالذات والإحساس القوي بالذات، وقال إن الإحساس القوي بالذات يخرجها من الصحة إلى المرض، مؤكداً على أن هذا الإحساس يمكن تعريفه من خلال الشعور بالعظمة والعبقرية والكبرياء وحب الذات والتمسك بالأنا واحترامها والشعور بكبريائها. كما أنه يختلف عن الغرور والكبرياء وليس الكبرياء المرضي، واستشهد الدكتور أحمد بعدة أبيات من قصائد ابن المقرب، استدلالاً لما توصل إليه. وأشار في إجاباته على بعض المداخلات أن ليس هنالك دليل قاطع على أنه توفي ودفن في قرى سلطنة عمان، وهذا لا يؤثر في مكانته الشعرية، مبيناً الفرق الكبير بين التحليل والنقد وأن الذات القبلية تختلف عن الذات بالنفس، وتوافق مع إحدى المداخلات بأن الشعر ليس مصدراً حقيقياً لتدوين التاريخ، لكنه يشكل مدخلاً ويعطي إشارات ويفتح الأبواب للتاريخ، وفي ختام الأمسية طالب أحد الحضور إعادة طباعة ديوان ابن المقرب وزيادة الجرعات من شعره في المناهج الدراسية السعودية، وشكك آخر في شعر ابن المقرب واستشهد بسقوط بغداد على يد التتار في تلك الفترة.