أسفر تشخيص طبي خاطئ عن مصرع طفل لم يتجاوز عمره ثلاثة أشهر في مستشفى الولادة والأطفال في مدينة بريدة. وعلمت «الشرق» أن الطفل منيف سعود محمد الرشيدي دخل إلى المستشفى في 29 ذي الحجة الماضي وأمضى بها نحو عشرة أيام انتهت بوفاته يوم الإثنين 5 محرم الحالي. وكشف سعود الرشيدي والد الطفل المتوفى أن طفله أدخل إلى طوارئ المستشفى في الخامسة من عصر يوم 29 ذي الحجة، وقال إن حالته كانت مطمئنة لكن درجة حرارته وصلت إلى 38 درجة، ومن ثم جرى تنويمه بغرفة الطوارئ لعشر ساعات دون نقله إلى التنويم. وقال الرشيدي ل «الشرق»، التي التقته في منزله في بريدة، إن طفله أعطي مغذياً، ومن ثم أعطي عقار «جنتاميسين Gentamicin» و»فينكاميسين» من قبل الطبيب المناوب الدكتور زهير، سوداني الجنسية، لكن حالة الطفل لم تتحسن، فنصحه الاستشاري المناوب عبدالباسط محمود، عبر مكالمة هاتفية بالجوال للموقع بإعطاء الطفل دواء الصرع هو «فينوتيين Fhenotein» مشيراً إلى أن حالة الطفل تدهورت، حيث أصيب بتورم بالكبد وفشل كلوي وتضخم في الطحال وجفاف بالجلد. وأكد والد الطفل في حديثه ل «الشرق» أن طفله لم يكن يعاني من أي مرض وراثي، وانتقد ما ذكره الطبيب في هذا الصدد، مشيراً إلى أن ما أصابه نتج عن الأدوية التي أعطيت له. وأكد أن لديه ثلاثة أطفال أصحاء لا يعانون من أي مرض وراثي. وقال والد الطفل إنه طلب تحويله إلى مستشفى الملك فيصل في الرياض يوم 1 محرم، قبل الوفاة بأربعة أيام، وجاءت الموافقة على التحويل يوم الأحد 4 محرم، قبل الوفاة بيوم، لكن إدارة المستشفى لم تسلمه التحويل في حينه، على حد ما ذكر. وناشد والد الطفل خادم الحرمين الشريفين وإمارة منطقة القصيم ووزير الصحة بإنصافه فيما تعرض له، مؤكداً أن ما أصاب طفله أثر فيه كثيراً. بدوره قال خال الطفل خالد البراك الرشيدي، فني صيدلي، الذي كان موجودا بطوارئ المستشفى وشاهد الطبيب يقوم بإعطائه عقار الصرع دون أن تستلزم حالته ذلك. وعند سؤاله للطبيب أفاده بأن هذا عملنا. وقال «بعد أن أعطي الدواء للطفل، تدهورت حالته، فأعطاه مضادين إضافيين ثم ارتفع عدد المضادات المعطاة له إلى أربعة مضادات، كل هذا في غضون ست ساعات، ومنها المضاد (فنكاميسين) رغم أن الطفل لا يعاني من أية مشكلات تنفسية أو غيرها»، متسائلاً: لماذا أعطي الطفل كل هذه الأدوية دون عمل إشاعات أو تحليل للدم؟ وأضاف خالد «أسفرت المضادات الكثيرة ودواء الصرع عن توقف عمل الكلية وألحقت الضرر بجهازه العصبي». وقال إن الدكتور زهير أبلغه أن قسم الأشعة في المستشفى معطل، وعند إحالة الطفل إلى العناية المركزة، أفاد طبيب القلب بأن قلب الطفل سليم ولا يعاني من أية مشكلات. وقال خالد طلبنا تقارير طبية عن حالة الطفل قبل وفاته بيوم واحد واكتشفنا أن التقارير أغفلت ذكر إعطائه المضادات ودواء الصرع، وتم طلب الملف للنظر في التشخيص الخاطئ لكنهم رفضوا تسليمه إلينا بغرض تصحيحه، وتم وصف علاج لنا بوصفات لا توجد في المستشفى ولا في القصيم. من جانبه، قال الناطق الإعلامي في صحة القصيم محمد الدباسي إن الطفل أدخل إلى قسم الطوارئ في مستشفى الولادة والأطفال في بريدة في 1433/12/29ه وكان يعاني من قلة في النشاط وارتفاع في درجة الحرارة وأثناء الكشف عليه أصيب بتشنج استلزم نقله لقسم العناية المركزة ووضع تحت جهاز التنفس الاصطناعي، وتم عمل مختلف الفحوصات الطبية اللازمة له التي أظهرت وجود حموضة بالدم وتضخم بالكبد والطحال وعضلة القلب ووجود سائل حول القلب. وبالرجوع إلى التاريخ الأسري اتضح وفاة شقيقه بنفس الأعراض والمرض والعمر في وقت سابق، ما جعل المختصين في المستشفى يشتبهون في إصابته بأحد الأمراض الاستقلابية التي تؤدي إلى الوفاة في معظم الأحيان.