أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن الفرصة قد سنحت «الآن لكل الشعوب وكل أتباع الديانات والثقافات للترحيب بهذا الإنجاز التاريخي»، قائلاً إن السنوات السبع « التي بدأت في المملكة العربية السعودية برؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتشجيع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم. وقال في كلمته التي ألقاها يوم أمس الأول في حفل التدشين إن هذا المركز أصبح «حقيقة ماثلة للعيان حيث يمثل حاضنة لحوار أتباع الأديان والثقافات؛ ومعلماً مهماً في رحلة السلام». وقال: إن المركز يهدف إلى تعزيز ثقافة السلام التي هي رسالة الجميع، وانضم إليه الكثير من الممثلين رفيعي المستوى عن أتباع الأديان والثقافات وهم اليوم جزء من مجلس الإدارة، مشيراً إلى أن أعضاء هذا المجلس هم من ذوي الهمم الأخلاقية العالية وممن يتميزون بروح القيادة القائمة على الانفتاح والتفاهم ،مؤكداً أن الالتزام بالحوار والاحترام المتبادل، ضمانة مهمة لنجاح هذا المركز الوليد. وتطرق ابن معمر إلى رحلة المركز من مؤتمر مكةالمكرمة ثم مؤتمر مدريد العالمي للحوار، ثم الاجتماع الذي يعد الأول من نوعه لمدة يومين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2008 حول ثقافة السلام، الذي حضره أكثر من سبعين من زعماء العالم، واتفاقهم على حل توافقي بشأن قرار تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وأشار إلى أنه بالرغم من حداثة إطلاق هذا المركز العالمي للحوار إلا أن أكثر من 21 منظمة دولية تخدم قضية الحوار في العالم أجمع قد لبت الدعوة لإبراز الجهود العظيمة لهذا المركز. وعبر عن أمله في أن يكون المركز دعامة أساسية لإحداث التغييرات الإيجابية المبتغاة التي تخدم البشرية جمعاء وأن يتمكن بأسلوب متميز من المساعدة في تحقيق الأهداف النبيلة لميثاق الأممالمتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأن نمارس التسامح وأن نعيش معاً تحت مظلة السلام والتعايش وحسن الجوار. وطالب الزعماء السياسيين والدينيين بأن يتبنوا خطاباً وسطياً معتدلاً، بدلاً من صيغ الكراهية، نحن بحاجة إلى حوار من أجل السلام، ونحن نعدكم بمد أيدينا لكم للعمل مستقبلاً لتحقيق الأهداف المشتركة التي نؤمن بها، وللجميع الحق في طرح السؤال هنا، ما هي الأهداف التي يسعى المركز لتحقيقها، أملنا المنشود من تأسيس المركز أنه سيكون دعامة أساسية قوية لإحداث التغييرات الإيجابية المبتغاة التي تخدم البشرية جمعاء، ونحن في أمس الحاجة لحكمة كل قيادات أتباع الأديان والثقافات؛ وأن نتمكن بأسلوب متميز من المساعدة في تحقيق الأهداف النبيلة لميثاق الأممالمتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأن نمارس التسامح وأن نعيش معاً تحت مظلة السلام والتعايش وحسن الجوار، وهي الحال التي لم تتحقق كثيراً للأسف، حيث أشعلت في كثير من الأحيان الحروب وتم التحريض على الكثير من الحقد والكراهية. وقال إن الخوف والجهل يولِّدان عدم الثقة والعداء ويقودان إلى العنف، ولكن بدلاً من التركيز على الاختلافات، يجب أن نتحد معاً للتصدي لبعض التحديات الكبرى التي نواجهها بشكل مشترك – مثل تعزيز كرامة الإنسان؛ وحماية حقوق الإنسان؛ وتعزيز دور الأسرة والأخلاق؛ والحفاظ على البيئة؛ والتخفيف من وطأة الفقر؛ جنباً إلى جنب مع تشجيع احترام الأماكن والرموز المقدسة. وبيّن أن أحلام وآمال الملايين من أتباع الديانات والثقافات تقع على عاتق هذه المبادرة والدور المنوط للمركز؛ ولن يدخر فريق عمل المركز ومجلس الإدارة جهده لتحقيق الأهداف والغايات العظمى التي يتطلع الجميع لتحقيقها في المركز، وسيبذل المركز جهده لإرشاد كل الباحثين عن الحقيقة والراغبين في السلام نحو ساحات الحوار؛ وتشجيع تفاهم أفضل وتعاون أعمق بين مختلف أتباع الأديان والثقافات، أياً كان معتقدهم ولونهم وعرقهم، مؤمنين بالتنوع الثقافي كمصدر ثراء يجب الاعتزاز به؛ مشجعين طريقة عيش مسؤولة لإحياء البعد الديني في حياتنا ومجتمعاتنا، مشدداً على أن الحوار هو وسيلتهم ونهجهم لجمع وتأليف قلوب الناس معاً، وهذا هو الهدف من مركز حوار أتباع الأديان والثقافات.