عندما أسس إمبان مصر الجديدة سنة 1906 لم يعترض عليه أحد بحجة أن كلمة «جديدة» لن تكون كذلك بعد سنوات. وبالمثل لم يعترض أحد على البريطانيين حين استولوا على «أمستردامالجديدة» سنة 1664 وغيروا اسمها إلى «نيويورك» أو يورك الجديدة، وبقيت تحمل ذات الاسم حتى اليوم. في المقابل لا يمر حوار عن «الإعلام الجديد» دون أن يعترض أحد على كلمة «جديد» مقترحاً تسميته معاصراً أو متجدداً أو بديلاً.. ولو تم ذلك لرد آخر بأن «معاصر» اليوم لن يكون كذلك بعد سنوات، وأن الإعلام الجديد ليس «بديلاً» للقديم، وأن «تجدده» لا يمكن ضمانه للأبد. مفهوم «الإعلام الجديد» يتغير ويتطور يومياً، وتعريفه يجب أن يتم خارج صندوق الإعلام القديم ومفاهيمه والتعصب له، الذي يدفع بعضهم للقول إن الجديد يفتقد المهنية والمصداقية، متناسين أن مواقع الصحف على الإنترنت ليست سوى إعلام جديد. آخرون يترجمون مصطلح New Media حرفياً ويرون أن كلمة «ميديا» تعني قناة ووسيلة الاتصال وليس «إعلام»، وهذا صحيح.. بل إن كلمة «نيوميديا» كانت تستخدم من سنين طويلة للإشارة إلى وسائل وأجهزة عرض الوسائط المتعددة مثل مشغلات إم بي ثري والDVD وغيرها. أما «الإعلام الجديد» الذي نتحدث عنه اليوم فهو شيء مختلف باعتباره: «مصطلحاً واسعاً من دراسات الإعلام يتضمن القدرة على الدخول على المحتوى الرقمي المتعدد الوسائط حسب الطلب في أي وقت ومن أي مكان بشكل لا يخلو من التفاعل». التغيير الحاصل لم يشمل الوسيلة فحسب بل المحتوى الذي أصبح رقمياً بالكامل، ورجع الصدى الذي أصبح مزدوجاً، بل وحتى المرسل والمستقبل. كلمة أخيرة: نحن نترجم كلمة Newspaper ب(صحيفة ورقية)، في حين أن ترجمتها الحرفية هي «أخبار – ورقية».. ومع الإعلام الجديد سيختفي نصف الكلمة ويظل النصف الآخر: سيختفي الورق (paper) فقط وتبقى الأخبار (News) للأبد.