عزا خبيران في النفط، أسباب انخفاض الاستهلاك المحلي بمعدل 100 ألف برميل خلال شهر سبتمبر، إلى أسباب موسمية، في مقدمتها تراجع استخدامات التحلية والكهرباء، إذ تراجع الاستهلاك إلى 2.5 برميل يوميا خلال شهر سبتمبر، من 2.6 مليون برميل يوميا في أغسطس. ومن المتوقع أن يستمر الاستهلاك في الانخفاض إلى900 ألف برميل خلال الفترة من نوفمبر إلى فبراير المقبل بسبب انخفاض الطلب على الكهرباء في فصل الشتاء. د. راشد أبانمي وأوضح ل «الشرق» رئيس مركز الدراسات النفطية الاستراتيجية الدكتور راشد أبانمي، أن اعتدال الطقس سبب رئيس في انخفاض استهلاك النفط داخليا، فالاستهلاك يختلف تبعا للفصول، وذروة الاستهلاك للمياه والكهرباء تكون في الصيف، بينما يقل الاستهلاك في الشتاء . وقال إن ذروة استهلاك النفط تكون خلال الأشهر من يونيو إلى أغسطس، حين تبلغ الحرارة حدها الأقصى فيصبح استهلاك المياه والكهرباء مرتفعا، ومع البرودة يقل استهلاك الكهرباء والمياه. وأضاف أبانمي أن السعودية لا تنتج أوتصدر بحدها الأقصى لذا فإن هذا الانخفاض ليس له تأثيرات كبيرة. وأفاد أنه لو كانت السعودية تنتج بطاقتها القصوى لكان أي توفير محلي له مردود اقتصادي ، موضحا أن السعودية يمكن أن تنتج ما بين 12 -12.5 مليون برميل يوميا ، إلا أنها تنتج حاليا تنتج ما بين 9 – 10 ملايين برميل يوميا ما يعني أن الفائض لديها مليونا برميل، وهو ما يمكن أن يوفر على المدى البعيد فقط. وأبان أنه على المدى البعيد هناك توفير كبير لأن المائة ألف برميل التي وفرتها السعودية يمكن أن تباع لشركتي الكهرباء والتحلية بأسعار بين 5 -12 دولار ، بينما تصل عالميا إلى مائة دولار، لذا فإن أي توفير داخلي سوف يكون مردوده على المدى البعيد كبيرا لأن الشركتين تحصلان على النفط بأسعار مدعومة. سداد الحسيني من جهته ، أرجع الخبير النفطي سداد الحسيني، أسباب انخفاض الاستهلاك المحلي للنفط بنحو 100 ألف برميل خلال شهر سبتمبر ، إلى أسباب موسمية ، إذ كانت نسبة كبيرة من البترول وصلت إلى 700 ألف برميل يوميا تستخدم لتوليد الكهرباء والتحلية، مشيرا إلى أن اعتدال الجو سيقلل من الطلب على الوقود المحلي وسيستمر في الانخفاض. واعتبر أن هذا الانخفاض جيد كون البترول الذي يحرق داخل المملكة كان يستخدم بسعر منخفض ومدعوم ، إذ أن السعر المحلي خمسة دولارات للبرميل، بينما تتجاوز قيمة هذا البترول في الأسواق العالمية تسعين دولارا ، ما يعني أنه لم يكن هناك دخل من البترول إنما هو دعم للاقتصاد المحلي وللطلب في المملكة. وأوضح ل» الشرق» أنه خلال الشتاء سوف يزداد الطلب على البترول في الخارج، وبالتالي النسبة التي لا تستهلك في المملكة سوف تصدر للخارج ما يساهم في زيادة الدخل. وأبان الحسيني، أن معدل الاستهلاك المحلي في الصيف بلغ 750 ألف برميل للتحلية والكهرباء، وفي الشتاء انخفض الاستهلاك المحلي للبترول إلى 500 ألف برميل العام الماضي، ما يعني أنه انخفض أكثر من 200 ألف وأضاف أنه في نفس الوقت يوجد داخل المملكة عدة مصافٍ منها ساسرف في الجبيل، ومصفاة أرامكو في رأس تنورة، ومصفاة أرامكو السعودية موبيل المحدودة (سامرف) في ينبع، بالإضافة إلى مصفاتي جدة والرياض، ويبلغ إجمالي استهلاك هذه المصافي حوالي مليون و700 ألف برميل يوميا، وليست لها علاقة بالموسم وجزء من منتجاتها يستهلك داخل المملكة كبنزين وديزل وجزء يصدر للخارج، وكون الإنتاج الكلي من النفط حوالي 9.8 مليون برميل نفط يوميا فإن الجزء الباقي منه يصدر للخارج.