آلاء طلال الشريف بدأنا نسمع بكثرة في السنوات الأخيرة عن نقص فيتامين(د) وأثره على جسم الإنسان، إذ خلصت عدة دراسات حديثة في المملكة العربية السعودية إلى أن نسبة إصابة السعوديين بالنقص الشديد لفيتامين (د) تصل إلى %97، بل إن دراسة أخرى أجريت في مدينة جدة، ونشرت في المجلة الطبية السعودية، وجدت أن نسبة نقص فيتامين (د) بين السعوديين تصل إلى %100، فما هو فيتامين (د)، وما هي أهميته وأثر نقصه في جسم الإنسان؟ يعتبر فيتامين (د) من أهم الفيتامينات التي تلعب دورا أساسيا في صحة العظام، واستتباب مستوى الكالسيوم في الجسم، كما يعتبر أحد منظمي جهاز المناعة في أجسامنا، ويكمن دوره الأبرز في المحافظة على متانة وصمود العظام أثناء تقدم عمر الإنسان والتغيرات الفسيولوجية التي يمر بها، إذ يسهم فيتامين (د) في الوقاية من هشاشة العظام وما يترتب عليها من كسور، الأمر الذي يدفعنا بالضرورة إلى المحافظة على مستوياته في أجسامنا ضمن المعدل الطبيعي. ويساعد هذا الفيتامين في امتصاص الكالسيوم (معدن العظام) من الأمعاء، فعندما يكون مستوى فيتامين (د) طبيعي في الجسم (أعلى من ثلاثين ng/ml)، تكون نسبة امتصاص الكالسيوم بين ثلاثين وأربعين%، وتنخفض حتى عشرة إلى %15 بانخفاضه. كما ينظم هذا الفيتامين مستوى هرمون جارات الدرقية، فيمنع امتصاص الكالسيوم من العظام وبالتالي يحول دون تداعي متانتها. ويحتاج الإنسان يوميا من فيتامين (د) إلى نسبة تُقدر ب600 وحدة عالمية، نحصل عليها من خلال التعرض للشمس (المصدر الأساسي الغني لهذا الفيتامين)، ونمط الحياة الحديثة قلل من فرص تعرضنا للشمس، مما تسبب بنقصان في مستويات هذا الفيتامين المهم في الجسم. على الإنسان أن يعرض وجهه وذراعيه، أو ظهره لأشعة الشمس لمدة تقدر ب 15 دقيقة مرتين على الأقل في الأسبوع دون استخدام أي واق. قد يتوافر فيتامين (د) في بعض الأغذية مثل سمك السالمون والتونة والسردين المُعَلبين بالزيت، وحليب الأبقار، ولكن بكميات ضئيلة لا تكفي لسد احتياجنا اليومي منه، لذلك نضطر إلى تعويضه من خلال أخذ المكملات الدوائية. هنالك عدد من أشكال مكملات فيتامين (د) تتوفر بجرعات مختلفة، منها: – فيتامين (د3) وهو متوفر كقطرات فموية (بقوة 400 وألف وحدة عالمية/ نقطة). – حبوب خالية من السكر (400 وألف وحدة عالمية). – كبسولات (5000- عشرة آلاف وحدة عالمية). – الإرجوكالسفريول (Vitamin D2)، وهو متوفر على شكل كبسولات ( 50 ألف وحدة عالمية). وعادة ما يُحدد الطبيب الجرعة المناسبة من المكملات لرفع مستوى فيتامين (د) في الجسم، بالاعتماد على نتائج الفحص المخبري لكل شخص على حدة. يذكر أن حليب الأم لا يحتوي على فيتامين (د)، لذا يجب تعويض الرضع المعتمدين عليه بالمكملات (احتياج الرضيع هو 400 وحدة عالمية/ يوميا).