سؤال خطير لأن القصف الفلسطيني على تل أبيب والقدس دفع بالحكومة الإسرائيلية إلى طلب وقف إطلاق النار والتوسل لحلفائها للتوسط من أجل هذا الهدف. في تموز عام ألفين وستة، امتنع حزب الله عن قصف تل أبيب والقدس رغم الدمار الهائل الذي خلفته إسرائيل في لبنان، فقد دمرت الطائرات الإسرائيلية كل الجسور على الإطلاق وفي كل المناطق اللبنانية ودمرت ضاحية بيروت الجنوبية أي ما يعادل مئات المباني وضمنها كل مراكز حزب الله ودمرت عدداً من القرى الجنوبية. ورغم ذلك فإن حسن نصر الله كان في كل خطاب يقول إننا نملك صواريخ تصل إلى حيفا ويافا وتل أبيب وما بعد تل أبيب. لكنه لم يستخدمها! ترى لماذا لم يقصف تل أبيب؟على الأقل لكي يجبر إسرائيل على وقف إطلاق النار ووقف قصفها المدمر؟ رغم امتلاكه الصواريخ اللازمة والقدرة. معروف أن حسن نصر الله يأخذ أوامره مباشرة من خامنئي المرشد الإيراني ومعروف أن تمويله وأوامره من إيران، وعليه فإن السؤال الكبير: ما الذي يجعل القيادة الإيرانية تمنع حزب الله من قصف تل أبيب والقدس وما بعد القدس وتل أبيب. الجواب الافتراضي أن ثمة اتفاقات بين أسياد حزب الله في إيران وأسياد إسرائيل في واشنطن على خطوط حمراء حتى في الحرب والمواجهات! والدليل على ذلك أن حسن روحاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران صرح أكثر من مرة أن الاتصالات والمفاوضات السرية لم تتوقف يوماً مع الولاياتالمتحدة، أما الرئيس الإيراني محمد خاتمي فقد اعترف أنه لولا إيران لما استطاعت أمريكا احتلال العراق والصفقة معروفة وربما ثمة صفقات أخرى كشفت وتكشفها الأيام التي يداولها الله بين الناس.