اطلعت على تقرير لصحيفة الواشنطن بوست عن أحداث غزة الحالية، وقد اذهلني التقرير وما يحتويه من احترافية في العمل والدقة في جمع المعلومات وتقصي الخبر من جميع الأطراف، الذي يدل على احترام الصحيفة لقرائها، وبحثها عن الحقيقة، فالصحيفة نقلت بكل تجرد التطور المذهل في قدرة حركة حماس العسكرية، وخاصة القوة الصاروخية وتطورها ووصولها إلى العمق الإسرائيلي، ما أحدث تغييرات كبيرة في معادلة ميزان القوى على أرض الواقع. ما دفعني للحديث عن مهنية الصحيفة هو ما شاهدته من تغطية بعض القنوات العربية التي ينظر لها على أنها الأكثر انتشارا، وتستقي بعض وسائل الإعلام العالمية منها بعض الأخبار الخاصة بالوطن العربي للأحداث في غزة، فقد كان تعامل هذه القنوات مع الهجوم على غزة مخيبا للآمال حيث افتقدت المهنية على الرغم من سنوات الخبرة الطويلة. تعامل هذه القنوات مع القضايا الإسلامية وآخرها أحداث غزة الجارية الآن أثار الريبة، فهل من المعقول أن تلجأ وسيلة إعلامية عربية للسخرية من المقاومة الفلسطينية ومن قدراتها العسكرية التي شهد لها أعداؤها بالتطور؟! وكأننا نتابع تقارير إحدى القنوات العبرية أو تصريحات افيخاي ادرعي المتحدث بلسان جيش الدفاع الصهيوني المليئة بالأكاذيب ومحاولة قلب الحقائق لصالح الصهاينة. للأسف بعض الكتاب العرب ركبوا الموجة وانساقوا خلف التقارير المضللة لتلك القنوات، فرددوا مصطلحاتها المليئة بالسخرية من المقاومة ومن قدرات أفرادها على ردع الكيان الصهيوني وتوجيه الضربات المؤلمة له، وفي عمق الأراضي العربية المغتصبة. رسالتي لمن يتبنى الخطاب الصهيوني في الإعلام العربي: المقاومة الفلسطينية في غنى عن وقوفكم إلى جانبها، ففي الوطن العربي كثير من الشرفاء الذين يدعمون المقاومة بكل السبل، وكل ما نطلبه منكم تغطية الأحداث الجارية بمهنية كمهنية صحيفة الواشنطن بوست التي تحترم متابعيها.