يلاقي سوق الأعشاب الطبيعية إقبالاً واسعاً من النساء، فالعودة للطبيعة والاعتماد على تجارب كبيرات السن بدأ ينافس الطب الحديث، ووجد صدى واسعاً لدى الكثيرين، خصوصاً لدى من يبحث عن العلاج بتكاليف زهيدة لا تتجاوز الستين ريالاً، وبالرغم من أنها ليست مبنية على أساس علمي إلا أن كثيراً من النساء يعتمدن عليها. يقول رشاد حكيم إن أحد الأصدقاء وصف له خلطة أعشاب توضع بالماء لعلاج الدوالي واستخدمها ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع لاحظ انتفاخاً كبيراً مع آلام في رجله، فذهب إلى الطبيب الذي حذره من استخدام هذه الأعشاب مرة أخرى. أما لمياء السيد فتقول «سمعت من قريباتي عن خلطة أعشاب لتطويل الشعر، وقمت باستخدامها، وبعد أسبوع فوجئت بشعري يتساقط بكثرة وصداع لم يفارقني، وقمت بإيقاف استخدامها على الفور». وأضافت أم أحمد: «كانت أمي تخلط لي أنواعاً من الأعشاب فترة النفاس إيماناً منها بأن هذه الأعشاب تقوم بتنظيف الرحم، ولكن سببت لي نزيفاً حاداً نقلت على أثره إلى المستشفى». من جهته أوضح صاحب أحد محلات العطارة «نلاقي إقبالاً كثيراً من النساء على الأعشاب التي نقوم بخلطها مثل خلطة النفاس أو خلطات التخسيس، وأحياناً يطلبن أنواعاً معينة من الأعشاب نقوم بخلطها». وفي السياق نفسه حذرت استشارية أمراض النساء والولادة الدكتورة هادية من استخدام كثير من النساء للأعشاب في فترة النفاس أو الاجهاض، وأكدت خطورتها لأن ليس لها أساس علمي تبنى عليه، وذكرت أن كثيراً من النساء يلجأن لها بعد استخدامهن لها لأنها تعرضهن لسيولة بالدم ومضاعفات خطيرة. من جهته نوّه مدير مراقبة الأغذية والأسواق بأمانة محافظة جدة بشير أبوالنجم، إلى أن خلط الأعشاب بالعطارة ممنوع، بل تباع العشبة بمفردها فقط دون خلط، كذلك الزيوت يمنع خلطها والأكياس المعبأة بالأعشاب الجاهزة للبيع لابد أن يكون عليها ترخيص من الشؤون الصحية.