تجاوز ارتداء الأحجار الكريمة النساء، ليلبسها الرجال، رغبة في إبراز الهيبة ودفع الحسد، وتتسم الأحجار بأنها تتكون في باطن الأرض، ولا دخل للإنسان في تكوينها، حيث يقوم التجار باستخراجها وبيعها، أو الاحتفاظ بها، في حين كان الحجر نادراً. أحجار من إيران وذكرت أم رضا، إحدى بائعات الأحجار الكريمة، أنها لا تحصل على الأحجار بالسهولة التي يظنها الكثير، تقول «أسافر خارج البلاد من أجل شراء الأحجار الكريمة، لأعود وأبيعها في بلدي، حيث أشتريها بأسعار زهيدة، مقارنة بالأسعار الدارجة في البلد»، وتضيف «سافرت إلى دولة إيران كثيراً، فهي من أبرز الدول الشهيرة بتجارة الأحجار، حيث تكثر محلات البيع فيها، ويتفننون في نحتها من أعالي الجبال، إضافة إلى ما يسمى ب»البسطات» الموجودة بين الزقاق والحارات، حيث يعرض التجار فيها أنواعاً عديدة من الأحجار بمزايا مختلفة، وأقوم بشراء كميات كبيرة منهم»، وتابعت «يوجد في إيران جبال من الأحجار الكريمة، بأنواع مختلفة من أهمها «العقيق، والفيروز، والزمرد، والأكومارين» ويتم النحت منها، لتُشكَّل وتباع على هيئة خواتم وأقراط وسلاسل نسائية بأشكال جذابة». دفع الحسد أشارت أم رضا إلى أن النساء لسن وحدهن من يلبسن هذه الأحجار، فمنها ما يتم صنعها خصيصاً للرجال بأشكال مناسبة، وتقول «يلبس الرجال الأحجار ليس فقط لأشكالها الجميلة، بل لاتصافها بمميزات وفوائد عُرفت منذ قديم الزمن، فيشتريها الكثير منهم لاكتساب الهيبة، إضافة إلى كشف السحر ودفع الحسد»، وتضيف «تقبل النساء بشكل أكبر على الشراء، وكثير منهن يقمن بطلب حجر «العقيق» لبناتهن، فقد اشتهر هذا الحجر برفع نصيب الفتيات اللائي يرتدينه، فيساعد على سرعة زواجهن». نقوش غريبة وتذكر زينب حسن (30عاماً)، أنها مستعدة لدفع مبالغ باهظة من أجل حجر صغير في حجمه، وكبير من حيث قيمته وندرته، وتقول «قمت بشراء خاتم يتوسطه حجر نادر من أحد الباعة منذ عامين، بمبلغ خمسة آلاف ريال، نُقش عليه بعض النقوش الغريبة، وأخبرني البائع أنه سيفيدني في تحسين أوضاعي كافة، إضافة إلى ما فيه من أهمية عُرفت بتجارب الناس»، وتضيف «لم أصدقه حين قال ذلك، وأخبرته بأنني سوف أعيد الخاتم له، إن لم أستفد من مزاياه التي عددها، وما إن لبسته حتى تغيّر وضعي الأسري والمادي للأفضل، وما زلت لا أعلم السر في هذا الخاتم حتى الآن، وأعتز به كثيراً وأخشى ضياعه». نقوش نادرة وذكر خالد علي طالب جامعي، أنه لا يهتم بلبس الحلي البتة، منوهاً، أنه قد حصل على خاتم فيروز عليه نقوش نادرة، أهداه إياه أحد أصدقائه من اليمن، وقال «قمت ببيعه وحصلت على مبلغ ألف ريال من ورائه»، مشيراً إلى أن له أصدقاء يكرسون اهتماماً كبيراً لمثل هذه الأمور، بل ويدفعون مبالغ باهظة من أجلها. مجرد جماد وترى ذكريات عبدالله أن تعلق النساء بالحجر، وربطه بجلب الرزق أمر خاطئ، واعتقادات لا صحة لها، وتقول «لا أؤمن بما يراود النساء من أفكار عن الأحجار الكريمة، فهو مجرد جماد، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً». وقد ورد ذكر بعض الأحجار الكريمة في القرآن الكريم، قال تعالى: (يخرُجُ مِنهُما اللؤلؤ والمرجان)، فتقوم بعض النساء بلبسها تبركاً بالآيات الكريمة، تقول علياء أحمد «لا أقوم بنزع حجر اللؤلؤ من إصبعي إلا عند الوضوء، فهو حجر ذكره الله تعالى في كتابه الكريم».