نفى مسؤول دولي بارز كان على تماس مباشر مع الأزمة الليبية إبان الثورة على نظام العقيد معمر القذافي أن يكون هناك «اندفاع» من حكام ليبيا الجدد تجاه إقامة علاقات مع إسرائيل، قائلا إن هذا الاتجاه لا يمثل إلا فئة محصورة من الليبيين. وأضاف المسؤول الذي فضل عدم نشر اسمه في حديث ل»الشرق» أن أحد أهم المآخذ التي سجلها الثوار أثناء الثورة ضد القذافي وابنه سيف الإسلام كانت بخصوص ما تسرب عن علاقاته مع إسرائيل، وهو ما شكل عاملاً إضافياً في نفور الليبيين من أي علاقات معها. وانتشر هذا الاتهام بحق الثوار الليبيين فيما وصف بأنه محاولة يائسة من قبل أنصار القذافي أو ما تبقى منهم لوصم الثورة الليبية بالعمالة. ولم يخف المسؤول الدولي تفاؤله بمستقبل ليبيا رغم الأوضاع الحالية، وقال إن إمكانية السيطرة على الوضع والعمل من خلال الشرعية ما تزال واردة، حيث أن مستويات التجانس بين فئات الشعب الليبي عالية. وأضاف أن المطالبات بوضع الأسلحة التي بين يدي الثوار تحت سيطرة الدولة تتزايد، و لكن هذا من الممكن أن يستغرق وقتاً، وهي فترة انتقالية مؤلمة – بحسب تعبير المسؤول – ولكن لا بد منها، مضيفا أن التجربة الليبية مختلفة عن التجربة العراقية، فليبيا لن تعيش فوضى بعد سقوط حكم دكتاتوري قوي وقاس، وأضاف «ليبيا ليست العراق». واعتبر المسؤول الذي كان على تماس مع معظم الأطراف أثناء الثورة أن مشكلة السلاح في ليبيا أصبحت تسبب صداعاً لدول الجوار، حيث تدفقت الأسلحة على ليبيا أثناء الثورة من كل حدب وصوب، والآن أصبحت الحالة معكوسة. وبخصوص التيارات المتطرفة والقاعدة وانتشارها بين الثوار، قال المسؤول أن أغلبية الثوار تحركوا بروح وطنية محضة، مشدداً على أن ما لمسه من لقاءاته معهم أقنعه بأن انتماءهم الوطني يسمو على انتماءاتهم الأخرى. وأضاف أن البعض كان قد لجأ إلى تلك الجماعات وإلى القاعدة بسبب القمع الشديد من قبل النظام، ولكن معظم الثوار كانوا يتحركون بدافع من شعور وطني غالب. وقلل في حديثه ل»الشرق» من أهمية تصريحات القائد غير الرسمي للجيش الليبي خليفة حفتر والتي قال فيها « إن طرابلس تعمل على أساس أن جميع دول الجوار هم أعداؤها الطامعون فيها لأن ليبيا تقع في محيط فقير، مصر والسودان وتشاد والنيجر ومالي والجزائر وتونس كلها دول فقيرة طامعة في الثروات الليبية»، وهو ما اعتبر في حينه تصريحات معادية لدول الجوار العربي. وقال المسؤول الدولي «اللواء حفتر يمثل حالة فردية»، مشيراً إلى خلفيته العدائية لنظام القذافي ولجوئه إلى تشاد، مما جعله ينظر إلى باقي دول الجوار الليبي بهذه الطريقة.