- الترابط الاجتماعي كان من أهم مميزات الفترة التي عشتها في الدمام، فمن المدرسة وإدارتها كان مدرسا الرياضة ( الأستاذ خليفة رحمه الله والأستاذ عبدو ) بمثابة الآباء الناصحين لنا تهمهما مصلحتنا ليس كطلاب فقط، ولكن كأبناء للمجتمع الذي يعيشون فيه . وكانت متابعتهما لنا للاهتمام بأنفسنا ودراستنا ومستقبلنا دون كلل أو ملل، كانت صلتنا ببعضنا نحن اللاعبين قوية للغاية وكانت البيوت مفتوحة لنا، بغض النظر أنك نهضاوي أو اتفاقي ، فكان منزل المرحوم حسين الطويرقي مفتوحاً لي لصداقتي الطويلة مع هلال الطويرقي الذي كان بمثابة الأب لي يراعي ويسأل ويهتم بي كأحد أبنائه حتى عندما تكون هناك مباراة بين الاتفاق والنهضة، حيث ابنه هلال حارس مرمى الاتفاق وأنا مهاجم النهضة، وبعد المباراة أذهب إلى منزل هلال للعشاء، وهكذا مع سيف الخيري ورشيد العتيق، وكذلك منزل القلاف مفتوحاً لنا طوال الوقت للأكل والشرب ومفتوحاً أمام الجميع لوجبة الغداء، ( كبسة أو محمر) ولعب الكيرم، وكان المرحوم حمد القلاف أبو يوسف من أحرف من لعب الكيرم . – وعلى الصعيد الرسمي كان هناك أب الكرة الشرقاوية الذي غطت أفضاله الجميع، وذلك هو الأستاذ الفاضل عبد الله فرج، الذي لم يكن يشعرك بأنه مسؤول بل أب وأخ وصديق، وأذكر أنه عندما لا يكون عندي ما يكفي لشراء تذكرة دخول المباريات وأنا لاعب مشهور في المنطقة فما علم بالأمر طلب من حمد العماني (مسؤول عن بوابة الملعب) أن يتم دخولي للمعلب مجاناً. لمسات لن أنساها أبداً. – وإعلامياً كان هناك عملاق الصحافة الوجه البشوش صاحب النكتة الأستاذ الكبير صديق جمال الليل الذي كان يحتوي الجميع وينصحهم، والجميع بالنسبة له سواسية وهو الاتفاقي الكبير، الذي أتذكر أنه حصل بيني وبينه تحدٍ على إيجاد اسم كروي لي، فحاول كثيراً ولكن غير اسم صالح عبد الكريم لم يثبت أي اسم، وحتى اليوم لم أستلم جائزة التحدي . رحمهم الله جميعاً، ورحمنا معهم، ورحم الله الأيام الحلوة التي عشناها بينهم.