الترويج الباطل في الأوساط الإيرانية ل«وحدانية خامنئي» وغربته، مهّد للإعلان عن «عصمته» المزعومة عبر المحيطين به من خبراء الضلال والظلام. وما مرحلة الترويج ل«غربة خامنئي» إلا تمهيد للمرحلة المخطط لها سابقاً وهي «العصمة»! وأعلن «علي رضا بناهيان» أحد رجال الدين المقرّبين من «خامنئي»، أن «الادعاء بتسيير النظام الإيراني عبر الفقه وليس التاريخ يؤكد غربته بيننا». وأفاد «محسن رضائي» السكرتير العام لمجمع تشخيص مصلحة النظام أن «خامنئي وحيد فعلاً.. وأفكاره مشتّتة بين سوريا والخليج العربي والعقوبات الاقتصادية ومدى حُسن سير عمل المسؤولين». وروّج آخرون لمدى شعبيته وحب الجماهير له من خلال الادعاءات بأن «الجمهورية الإيرانية تتمركز حول خامنئي»، أو وصفه ب«العالم الذي يفقه بجميع الفروع العلميّة»!، أو الادعاء بأن «لا سلطة تفوق سلطة خامنئي عدا سلطة الله»!. ووُزّع مؤخراً كتاب في عدّة مدن إيرانية عنوانه: «خامنئي واستراتيجية العصمة»!. ويتطرّق الكتاب إلى «عصمة خامنئي من الأخطاء بما في ذلك الخطأ المتعمّد حول انتخابه لأحمدي نجاد كرئيس لجمهورية يقودها غريب ومعصوم»! وما الإعلان عن غربة «خامنئي» إلا محاولة لتحسين صورته وإظهاره بالبريء حول ما حل في البلاد من مصائب نتيجة سياساته الهوجاء في محاولة لإلصاقها بالدولة التي جاء بها على سدّة الحكم. ولا يخفى على أحد كون جميع القرارات في الدولة والحكومة الإيرانية تختزل بشخص المسمّى بولي الفقيه «خامنئي» دون سواه. أما وقد ارتكب الأخير سلسلة جرائم شملت الشعوب غير الفارسيّة التي تحتلها إيران، والشعب العربي الأحوازي، وامتدت إلى الدول العربية المجاورة وحتى البعيدة، فإن ذلك يؤكد صحة الادعاء كونه «غريباً فعلاً عن الإنسانية وكافة المعايير الأخلاقية».