جُنّ صاحبنا أبو قذيلة العريجاني بعد ثلاثين حجة قضاها مشجعاً لنادي النصر! وقرأت في مرويات أنس ابن أخت أم هذيل أن امرأة من قبيلة الهلال تقدمت بطلب إلى القاضي للطلاق من زوجها النصراوي محتجة بعدم تكافؤ النسب. ووجدت برصيصة الخطابة عند أم ميسون فسألتها عن أحوالها، فقالت: أقسمت ألا أخطب لأحد من ذوي الأصفر والأزرق، ففي كل هزيمة يعدون نساءهم نحساً عليهم! وسئل شيخنا الأمعطي في درسه الأسبوعي أن يدعو لأهل النصر فتوجع وقال: إنما أنا واحد منهم، أمدنا الله بصبر لا ينقطع، وأذهب حزننا، وفتح لنا دروب النصر، وإن كنا أخذنا الاسم وحرمنا الفعل والحمد لله على كل حال. وروى لي صديق من الثقات أن عنكنكر لا يترك فرصة إلا ويزور ديوان ولي الأمر، فلما سئل عن سبب الحرص قال: طاعة وولاء وأشعر فيه بالراحة؛ إذ يغلب على ألوانه الأصفر والأزرق. وهدد صاحب ديوان السجلات أبا صفيراء بالسجن، وكان كثير العيال، شديد التعصب، وكلما استجلب الهلال لاعباً اسمه يوافق اسم أحد ابنائه ذهب يطلب تغيير اسم ولده. والعجيب أن أخاه، وكان مثله في التشدد، كل نسله من البنات، وكان يدعو ويقول: اللهم أبعد عنا رياضة البنات، فلا تجتمع علي مصيبتان. واشتهر أبو حنيذ، وكان ناشطاً نصراوياً، أنه يقف بعد صلاة الجمعة ويدعو على ماجد عبدالله فناصحناه بالقول: قاتلك الله أتدعو على رجل لا تعرفه ولم يمسسك بسوء؟ قال: والله لقد كنت رجلاً أريباً حصيفاً، لكنه أدخل حب النصر في قلبي ثم ذهب وبقيت في حسرتي وحزني أفلا يستحق مني ذلك؟ وسألني رجل عليه سمات الصلاح في درسي الشهر الماضي: هل يجوز الاستعانة بالأعداء على الأقربين؟ قلت: وما شأنك في هذا الأمر؟ قال: كلما فاز فريق من الفرنجة على الهلال فرحت ودعوت له بالتوفيق. ثم قال شيخي، منحه الله المتع كافة: يا بني جنب نفسك وأهلك تشجيع النصر إلى أن يبدل الله الحال!