مرض الداعية الدكتور عبدالرحمن السميط ودخل المستشفى فقامت الوسائط الإعلامية المتعددة في كل البلاد ولم تقعد، وارتفعت أكف الناس تدعو له ممن يعرفونه ولا يعرفونه، ولم يبالوا هل هو من الكويت أو من غيرها، وأصبحت غالبية التغريدات وصفحات الفيسبوك مخصصة له تتحدث عن الآبار التي حفرها في إفريقيا والمساجد التي بناها والعدد الكبير الذي أسلم على يديه، وعن جهوده في إفريقيا وتخصيصه وقته وجهده وماله ومال زوجته في سبيل الإغاثة والدعوة، دون أن يبحث عن شهرة أو أضواء إعلامية أو جاه أو منصب، ولذلك اندفع الناس بتلقائية وعفوية للحديث عنه والدعاء له دون أن يصحبه جهاز كبير للعلاقات العامة أو أجهزة إعلامية تقوم بالتطبيل والتفخيم أو ميزانيات ضخمة تخصص للحديث عن الرجل المعجزة. الدكتور عبدالرحمن السميط (شفاه الله) قدم النموذج الصحيح للعمل سواء كان دعويا أم غير دعوي بصورة تجعلنا لا نتباكى على ما يقوم به المبشرون ويكون أكبر همنا أن نتفق هل نسميها حملات تبشيرية أو تنصيرية، ونتحدث بحسرة كيف تقوم الأم تيريزا بأعمال لا نجد لها مثيلا في عالمنا الإسلامي لأن النماذج الموجودة والطاغية هي لحملات المسيحيين في أدغال إفريقيا وأحراش شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، بينما يأتي السميط ليكون حلقة مضيئة في سلسلة ممتدة عبر العصور من خلال علماء الهند وجمهوريات آسيا الوسطى وفارس في الامتداد شرقا وشمالا وغربا وعلماء التكرور والأزهر في الامتداد جنوبا في إفريقيا دون حاجة لمؤتمرات وندوات عالمية وجولات دعوية موسمية وحوار بين الأديان والثقافات، ودون أن يتطلب ذلك ماكينة إعلامية ضخمة وميزانيات ومرتبات وانتدابات بأقل من عُشر معشارها فعل الدكتور السميط ما فعل.