| أطفالنا هم الأجمل والأحلى في العيد ، وفي كل مناسبة تزهو بالسعادة والفرح.. - وإذا حلَّ العيد لا أرى حولي سوى الأطفال ، أتأمل صور البراءة التي تكسو ملامحهم، وأتذكر أيام طفولتي ، وحلاوة العيد في الزمن الذي عشته. | ثم تهزني صورة أخرى مغايرة ..(طفولة تكاد تُنسى بين ركام الصراع المادي) عبر عنها بدر شاكر السياب في قصيدته (الأسلحة والأطفال). | أبيات (السيَّاب) تنبعث منها صور الطفولة العذبة ، وتفيض بمشاعر إنسانية قوية، وخاصة عند التصدي لغياب نجوم الطفولة عن عالم الإنسان. - كيف يكون العالم إذا خلا من الأطفال؟!. | يقول الشاعر بدر السياب: فمن يتبع الغيمة الشاردة ويلهو بلقط المحار؟. ويعدو على ضفة الجدول ويسطو على العش والبلبل ومن يتهجى طوال النهار ومن يلثغ الراء في المكتب ومن يرتمي فوق صدر الأب إذا عاد من كده المتعبِ؟ ومن يملأ الدار عند الغروب بدفء الضحى واخضلال السهوب؟ - المشهد الذي ترسمه الأبيات الشعرية السابقة يشرحه لنا الناقد والمفكر د.إحسان عباس: (المشهد جميل ..يبدو فيه الأطفال رمزاً للبراءة المطلقة في لعبهم ولهوهم، ويستعير فيه الشاعر صوراً من طفولته، وهو يلقط المحار على ضفة النهر فيتصور أن أقدام الأطفال الأبرياء (محار يصلصل في ساقيه) ويرسم جواً طافحاً بالنعومة حتى يتصور أن أكفهم المصفقة (كخفق الفراشات مرَّ النهار عليها بفانوسه الأزرق) ثم يرسم - من خلال الجو الذي يضفيه الأطفال على الحياة صوراً للوداعة والسعادة والطمأنينة: فالأب ينسى التعب حين يعود فيتلقاه طفله: (يكركر بالضحكة الصافية) وإذا طلع الصباح نهض الأطفال يخفقون بخطاهم الصغيرة على السلالم ، ويدغدغون وجوه أهلهم النائمين..). ومضة - انظر حواليك..تجد أصدقاء العمر لديك..يتلهفون إلى طلعتك ويأنسون بمجلسك، ويؤلمهم غيابك عنهم..هؤلاء هُم الأوفياء فلا تخسرهم..هم رفقة العمر، وبهجة الطفولة، وأعرف الناس بطبائعك وسرائرك..فلا تفقدهم.