بالطبع لن أحكي عنها شيئاً، فلست من زمرة الذين يفتحون أنبوبة (غاز الذكريات) الزوجية ليستنشقه رفاق المساطب و(يتونسون)، فما بال بعضنا لا يترك لأهله (حتة تنوم عليها)؟! والأهل هنا، هي الحبيبة و(أم العيال)، ومشروعات الوصال تحت التشييد، أمّنتك قلبها طمعاً في ستر وأمان، لكنك بلسانك (المطلوق)، ملّكت سيرتها للأقربين والأبعدين تحت ظلال الأشجار وكراسي الحلاّقين و(سجم رمادك). يعتصرك الألم حين تجد بعض الرفاق (يلوكون) سيرة أهلهم، هذا يروي كيف أنه أسد في الحروب، وذاك يهتك أسرار بيته كمن يعزف بسكين صدئة على أوتار عرضه المسفوك. ما الذي يدفعك عزيزي القارئ، زوجاً كنت أم خطيباً أم حبيباً أم (ليس لك في الشراكات الأنثوية من نصيب)، ما الذي يدفعك بأن (تشيل حس) شريكتك على مسمع من (اليسوى والما يسوى)، تحكي ما ليس لك به (فعل) أو علم، فقط لتحشر نفسك في زمرة الظرفاء و(الونّاسين) من أصحاب الجحيم؟! كيف لزوج عتيق قضى مع رفيقة عمره تأبيدة من العسل، ونهل من كؤوس الغرام والمودة ما نهل، وحين يجمعه شيطان (الحكي) مع الرفاق من عاطلي موهبة (مؤانسة النصف الحلو)، يبدأ في سرد تفاصيل مخجلة. ثم يسكب من محتويات ضلاله ما لو سمعته شريكته لغادرت خدرها وبيت أبيها والدنيا.. رحم الله شاعر (الأطلال) الذي قال: (أين من عيني حبيب ساحر/ فيه عزٌ وجلالٌ وحياء/ واثق الخطوةِ يمشي ملكًا/ ظالم الحُسنِ شجي الكبرياء/ عبق السحر كأنفاس الرّبى/ ساهر الطرفِ كأحلام المساء).