«عالمنا غزة» هو الاسم الذي اختارته مجموعةٌ من الناشطين والسياسيين الكنديين والفلسطينيين لسفينة صغيرة قرروا الإبحار بها من غزة تجاه أوروبا لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع ولنقل معاناة الفلسطينيين بطريقةٍ مختلفة. وقالت الناشطة الفلسطينية الدكتورة مني الفرا، ل»الشرق»: «فكرنا بشكل مختلف مع تجمع (تحالف من أجل الحرية)، قررنا أن يكون فك الحصار من غزة إلى العالم وليس كما كان سابقاً، من أجل التأكيد على أن القطاع جزء من فلسطين ككل ومن العالم ويحق لنا أن نتحرك بحرية منه». وكشفت الفرا، وهي نائب رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر في غزة، أن السفينة التضامنية ستبحر من القطاع خلال مارس المقبل وستحمل على متنها مجموعة من المتضامنين الكنديين سيصلون خلال الأشهر القادمة إلى غزة عبر معبر رفح البري، مقدِّرةً عددهم ب13 متضامناً بينهم فلسطينيون من الشتات. وبيَّنت الفرا أن السفينة ستحمل منتجات زراعية كالزيتون والزيت ومنتجات محلية يدوية الصنع لتصديرها إلى العالم وإعلان إنهاء العزلة مع غزة. ولفتت إلى أن المتضامنين حاولوا القدوم إلى غزة عبر البحر ولكن الاحتلال الإسرائيلي منعهم واحتجز بعضهم، ولكنهم يصرّون على دخول القطاع لتضامنهم مع حقوق الشعب الفلسطيني. وتابعت «المتضامنون لديهم هدفان، الأول الوصول إلى غزة من رفح والخروج منها عبر ميناء غزة، وحمل منتجات غزيَّة للعالم، والثاني إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع. وقالت إن سفينة «عالمنا غزة» ستُصنَّع على شاطئ بحر غزة من الأخشاب بالاستعانة بفريق أجنبي متخصص في بناء السفن، وبمشاركة الأيدي الفلسطينية بتعاون مع مؤسسة «الصيد والرياضات البحرية».لكنها فضلت عدم الخوض في التفاصيل حتى لا تحبط إسرائيل العملية، مشددة على أن الفكرة لا تتعلق بكسر الحصار عن غزة فقط وإنما عن فلسطين ككل. ورأت الفرا أن المتضامنين يسعون لكشف زيف حقيقة ما يروّجه الاحتلال من أنه لم تعد له علاقة بغزة، وأشارت إلى أنهم يرغبون في تسليط الضوء على معاناة الصيادين والانتهاكات اليومية التي تصل حد الموت، لافتة إلى أن اتفاقية أوسلو سمحت لهم بالإبحار لمسافة عشرين ميلاً، ولكنهم على الأرض لا يبحرون إلا لثلاثة أميال. وتمكن تجمع «تحالف من أجل الحرية» من تنظيم عديد من الحملات الناجحة لكسر الحصار عن غزة عام 2008، ومن ضمنها «القارب الكندي» وحملة «قارب التحرير» الذي ضم متضامنين من عدة دول أوروبية.