دانت فصائل فلسطينية وشبكة المنظمات الأهلية القرصنة الإسرائيلية المتمثلة في اقتحام سفينة «ايستيل» السويدية التي ترفع علم فنلندا، في المياه الدولية بينما كانت في طريقها إلى سواحل قطاع غزة. واعتلى سطح السفينة جنود من قوات البحرية الإسرائيلية واستولوا عليها قبل أن يسحبوها إلى ميناء أسدود الإسرائيلي على بعد 30 ميلاً بحرياً من سواحل القطاع. وتحمل السفينة الصغيرة على متنها 19 متضامناً وناشطاً دولياً من جنسيات مختلفة، من بينهم أربعة في برلمانات السويد وإسبانيا واليونان ونائب كندي سابق، اضافة إلى طاقم السفينة. وكانت السفينة بدأت إبحارها إلى القطاع قبل ثلاثة أشهر، وجالت على موانئ أوروبية عدة، قبل أن تنطلق لكسر الحصار الإسرائيلي على القطاع من ميناء نابولي الإيطالي في السابع من الجاري. واستنكرت شبكة المنظمات الأهلية «قرصنة» بحرية الاحتلال الإسرائيلي ومهاجمة السفينة «بعد محاصرتها من خمسة زوارق حربية إسرائيلية وقطع الاتصالات معها» عند العاشرة من صباح أمس. وحمّلت الاحتلال الإسرائيلي «المسؤولية الكاملة عن سلامة المتضامنين»، مطالبة ب «تدخل فوري عاجل من ضمان سلامة المتضامنين والإفراج عنهم وتمكينهم من الوصول إلى قطاع غزة». ودعت المجتمع الدولي، خصوصاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى «التحرك الجدي لرفع الحصار في شكل كامل عن القطاع وفتح المعابر كافة أمام حركة الأفراد والبضائع وفي كلا الاتجاهين». ووصف الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم الاعتداء على السفينة ب «العربدة الإسرائيلية»، داعياً إلى «الرد على هذه الجريمة بتسيير المزيد من سفن كسر الحصار تحدياً للغطرسة الإسرائيلية». واعتبرت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» الهجوم الإسرائيلي على السفينة «دليلا إضافياً على همجية الاحتلال، وتنكره لكل الأعراف الإنسانية والقانونية، وبطلاناً لادعاءاته بعدم حصار القطاع». وحذر عضو اللجنة المركزية ل «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» زياد جرغون «من المس بحياة المتضامنين وسلامتهم وتعريضهم للخطر»، معتبراً أن الهجوم على السفينة «يكشف الوجه القبيح لحكومة (بنيامين) نتانياهو التي لا تأبه بالقوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان بل تتمادى في عدوانها وحصارها لشعبنا الفلسطيني واعتداءاتها على مقدساته وأرضه». واستنكر حزب الشعب «القرصنة الإسرائيلية»، معتبراً أن الاعتداء «دليل إضافي على عدوانية الاحتلال وهمجيته واستمرار تنكره للأعراف الإنسانية والقانونية والمواثيق الدولية كافة».