عبدالقادر عنافر من أسهل الطرق للحد من المشكلات هي طريقة المنع. فإن أردنا أن نلغي حوادث السيارات، فما علينا سوى منع السيارات من السير على الطرقات. فلن يكون هناك حادث واحد بعد ذلك. وإن أردنا أن نحمي ملاعبنا ورياضتنا من المشاغبين والمتعصبين، فما علينا سوى إلغاء الدوري وجميع المناشط الرياضية الأخرى.. وهلم جرّا. ولكن هل هذا هو الحل الأمثل والأنجع لمواجهة المشكلات؟ قد تكون سياسة المنع مناسبة في بعض الحالات البسيطة والخاصة. كأن تمنع طفلك من أكل الحلوى لكي لا تتسوس أسنانه. أو في حالات شبه عامة كأن يمنع مدير مدرسة الطلاب من إحضار جوالاتهم إلى الفصول لأسباب تربوية ومعنوية. ولكن هناك أموراً لا يجب أن تطبق عندها سياسة المنع وخاصة الأمور العامة التي تهم المجتمع ككل مهما حدث. بل يجب مواجهة المشكلات ووضع الحلول لها لكي تستمر الحياة وتستمر الحركة لأن في المنع إيقافاً للحركة وإن تبنينا سياسة المنع في كل مشكلة تواجهنا فهذا يعني توقفاً لحركة الحياة. كنت في بيشة في هذا العيد لزيارة أقارب لي وأراد أحد أقاربنا أن يأخذني أنا وبعض الأصدقاء في فسحة إلى سد الملك فهد للترويح عن النفس قليلاً خصوصاً أن مناسبة الزيارة كانت غير سعيدة. فوجئ صاحبنا وفوجئنا معه بأن الزيارة للسد ممنوعة. عندما سألنا بعض العاملين في المكتب الخاص بالسد عن سبب المنع قالوا إن السبب يعود إلى غرق بعض الأطفال في بحيرة السد وآخرها كان غرق طفل مصري قبل شهرين تقريباً. رحم الله من مات، ولكن هل إغلاق السد ومنع الناس من الذهاب إليه كأحد المعالم المهمة في المملكة هو الحل للحد من غرق الأطفال؟ ألا يوجد حلول عملية أخرى كما هو متبع في جميع سدود العالم الكبيرة. كوضع سياجات أمنية ولوحات تحذيرية وغرامات مالية لمن يتخطى الأماكن المسموح بها؟ إن أغلقت المعالم الحضارية والكبيرة التي يفتخر بها المواطن في وطنه كافتخار المصريين بالسد العالي وافتخار الفرنسيين ببرج إيفل فبماذا عساه أن يفتخر؟ عندما يتم إغلاق المعالم الكبيرة حول العالم للصيانة أو لأي سبب آخر فإن ذلك يعلن للناس قبلها بأيام لكي يأخذوا الحيطة ولكي لا يتكبدوا عناء السفر دون جدوى وعادة ما تكون المعلومات واضحة للناس عن مدة الإغلاق وسبب الإغلاق. من المفارقات العجيبة أن بعضنا قد شاهد خبراً مثل هذا عن برج إيفل في تليفزيوننا العزيز!