أكدت دراسة حديثة أن مشاهدة الأطفال التلفاز تؤثر سلبا على تطورهم، حيث لا يمكن محو الصور والضوضاء الصادرة من الجهاز عن أذهانهم، ما يؤدي إلى عدم تنمية الحصيلة اللغوية لديهم، كما أن البرامج التليفزيونية التي تستهدف الأطفال ذات تأثير سلبي عليهم، وجلوسهم لساعات طويلة أمام الشاشة يرفع معدلات السمنة لديهم. وذكر اختصاصي المخ والأعصاب الدكتور النفسي يوسف حسن، أن فترة الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل حرجة جدا، ويحتاج الأطفال فيها إلى التفاعل مع آبائهم والتواصل عبر العين، وأن يضع الآباء قيودا للوقت الذي يقضيه أبناؤهم أمام أجهزة التكنولوجيا، كما يتوجب منع الأطفال دون سن الثالثة من مشاهدة التلفاز تماما. وأشار إلى أن هوس الأطفال بالتلفاز والحاسوب وألعاب الفيديو أسباب لضررهم بدنيا على المدى البعيد، وأشار إلى ماخلصت إليه الدراسات، مبينا أن التأثيرات السلبية على الصحة تبدأ بعد نحو ساعتين من الجلوس الساكن عند التلفاز، بالإضافة إلى الأضرار التي لا تظهر على الشخص إلا على المدى البعيد، منها البدانة والعلل القلبية، ويقول «يزداد القلق من أضرار الأجهزة على الأطفال والمراهقين خاصة، مؤكدا أن أغلب الأطباء النفسيين ينصحون أن لا تزيد ساعات مشاهدة الأطفال للتلفاز عن ساعتين، وينبغي على الآباء عدم وضع الشاشات في غرف نوم أبنائهم، كي لا يؤثر ذلك عليهم سلبيا». وأكدت منيرة حمود الحربي أنه من الصعب على الآباء منافسة التكنولوجيا، وترى أن على كل أم غلق شاشة التلفاز في وقت محدد بشكل يومي. فيما بينت جوزاء فواز الشمري أن الحياة لا تطاق ومملة دون برامج التكنولوجيا، مبينة أن الأطفال ليسوا كالسابق، وترى أن اليوم قائم حاليا على البرامج التليفزيونية، رغم سلبياتها. وأوضحت حلا غازي العبدالكريم أن أبناءها حريصون جدا على اقتناء أجهزة التكنولوجيا الحديثة، ولا يتكلمون مع أحد على مدى ساعات، نتيجة تركيزهم فيها، وتقول «تعلو أصوات بكاء أبنائي عندما أحاول أخذ الأجهزة من أيديهم، فتعلقهم بها أكبر من تعلقهم بوالديهم». وتؤكد الستينية أم محمد أن زمنها لم يكن فيه اللعب متاحا في أي وقت كما هو الآن، وأضافت «ليس هناك وجه مقارنة بين زماننا وبين الوقت الحاضر».