شهدت محافظات اليمن خلال الساعات الأربعين الماضية موجة عنف وانفلات أمني أثارت الرعب في قلوب اليمنيين من عودة البلاد إلى حالة الانفلات التي غادرتها خلال الشهرين الماضيين بجهود شعبية وحكومية أدت إلى تحسن الوضع الأمني نسبيا. ومن اقتتال بين الجيش والمسلحين في كبرى محافظات اليمن الأكثر سكانا تعز إلى حرب قبلية في البيضاء والضالع إلى تمرد وأعمال عنف في سجن إب المركزي وتفجير أنبوب للغاز في شرق البلاد بين محافظتي مأرب وشبوة. ووقع أكثر من ستين ضحية لهذه الموجة من أعمال العنف منها 25 حالة قتل وإصابات متفاوتة. وتعرض أنبوب تصدير الغاز لعمليتي تفجير في منطقة صحراوية بين مأرب وشبوة مساء الثلاثاء. وقالت مصادر قبلية في محافظة مأرب أن عناصر تنظيم القاعدة فجرت أنبوب تصدير الغاز بعبوة ناسفة وأن ألسنة اللهب والدخان تصاعدت في السماء وشوهدت في محافظتي مأرب وشبوة. وفي محافظة تعز التي شهدت حالة هدوء نسبي مؤخرا عادت أعمال الفوضى للمحافظة من جديد حيث عاش سكانها لحظات عصيبة ليلة الثلاثاء وفجر الأربعاء جراء إطلاق الرصاص الكثيف من قبل مسلحين تمترسوا في أحياء وشوارع المحافظة في محاولة لإرهاب السكان وترويعهم بغية الضغط على السلطات المحلية لتحقيق مكاسب وظيفية حسب مصدر مسؤول في المحافظة اتصلت به «الشرق». وقتل في مواجهات بين قوات الحرس الجمهوري ومسلحين في أحد شوارع تعز الرئيسية ثلاثة أشخاص وأصيب ستة آخرون إضافة إلى مقتل ضابط وجرح اثنين من مرافقيه وسقوط ثلاثة قتلى مدنيين في اشتباكات مسلحة في شوارع المدينة ليل الثلاثاء. وفي محافظة البيضاء قتل سبعة أشخاص وجرح أكثر من 18 آخرين في حرب قبلية شهدتها مدينة رداع كبرى مدن المحافظة بين قبيلتي آل الذهب وآل علي واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة بينها قذائف صاروخية وآر بي جي. وتنتمي القبيلتان المتحاربتان إلى منطقة المسانح التي تعد معقلا لتنظيم القاعدة وزعماء قبيلة آل الذهب وهم من قادة التنظيم حيث كان طارق الذهب أحد كبار قيادات التنظيم أميرا للقاعدة في مدينة رداع التي أعلنها إمارة قبل أن يخرج منها باتفاق نقضته الحكومة بعد ذلك ليلقى طارق الذهب حتفه في مواجهة مع شقيقة حزام الذهب شيخ كبرى قبائل المحافظة. وفي محافظة الضالع حدثت جريمة بشعة أقدم عليها مواطن في يوم عيد الأضحى وقتل خلالها عشرة أشخاص أثناء قيامهم بأداء صلاة العيد أدت إلى حرب بين قبيلتي المنصوب وآل العماري أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 15 آخرين . وقالت مصادر قبلية ل»الشرق» إن قوات فصل أمنية وصلت المنطقة صباح أمس لإنهاء الحرب بين الطرفين منذ أيام وتجددت فجر الثلاثاء . وخلفت هذه الحرب 17 قتيلا و15 جريحا منذ اليوم الأول للعيد. وفي محافظة إب وسط البلاد سقط خمسة قتلى من نزلاء السجن إثر أعمال عنف قام بها السجناء مع قوات الأمن لأسباب غير معروفة. وتقول السلطات الأمنية في المحافظة أن السجن يشهد حالة تمرد عنيف على خلفية توتر سابق سببه رفض السجناء إخراج أحد المدانين لتنفيذ حكم الإعدام بحقه.