“عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله”.. صورتان تتجسدان في مشهد الحج كأروع ما يكون.. الحجاج وهم أمام الجمرات كانت الدموع تنهمر من أعينهم، وتخنقهم العبرات وهم يودعون منى، وألسنتهم تلهج بالدعاء وطلب المغفرة، وأن يعودوا إلى ديارهم كيوم ولدتهم أمهاتهم. أما في الجانب الآخر كان يقف 82 ألف رجل أمن من مختلف القطاعات يحرسون أولئك الحجاج ويقومون على راحتهم على مدى مدى سبعة أيام، وعيونهم لا تغمض وأجسادهم لا ترتاح، بعضهم يؤمنون الحجاج ، وبعضهم ينظمون سيرهم وآخرون يحملون الضعفاء منهم على أكتافهم عندما ينهكهم التعب في مشهد يصور روعة إنسان المملكة. “الشرق” رصدت حال الحجاج، ورجال الأمن وإنسانيتهم مع الحجاج ما بين ظاهر وخفي، وكما تغيرت ألوان ملابس الحجاج، أيضا اختلفت ألوان ملابس رجال الأمن ما بين ضباط وأفراد ، لكنهم يجمعهم الحب، والوفاء والتضحية، تراهم مثل البنيان المرصوص في اصطفافهم قدوم أفواج الحجيج، وفرادى عند حراسة مواقعهم. بعضهم في العراء وآخرون في السماء يرصدون وآخرون في غرف العمليات، يلبون النداء، يستطلعون، يستكشفون ويضعون الخطط، يمنعون ضيوف الرحمن من كل أذى أو يد تمتد إليهم بسوء.. لا تسمع منهم وهم يوجهون الحجاج عندما يتدافعون سوى (حج يا حاج) برفق ولين. ويودعونهم عند مغادرتهم المشاعر بابتساماتهم التي لم تختف طوال موسم الحج وتلوح أيديهم بالوداع والدعاء لهم بسلامة الوصول.