حضرت الحاجة الباكستانية أميرة (45 عاما) إلى المملكة لتنقل معها حكاية وفائها لزوجها بعد أن فقدته في فيضانات باكستان عام 2010م، لينتهي بها الحال بالتسول في منطقة الجمرات بعد أن فقدت جميع أموالها. تقول أميرة عن معاناتها التي تكبدتها حتى وصلت إلى مكة إنها جمعت تكاليف مصاريف الحج عن طريق عملها طيلة ثلاث سنوات، بالإضافة لمساعدة بناتها اللاتي يعملن في خدمة بعض الأسر في باكستان، حيث إن وفاءها لزوجها الذي كانت عازمة على أن تحج عنه دفعها لتضحي بكل ما تملك. وتسرد أميرة قصتها التي تكبدت خلالها أنواع المعاناة حتى وصلت إلى مكة، مبينة أنها عملت هي وبناتها الأربع لدى بعض الأسر في باكستان، كما اضطرت لبيع بعض مواشيها لتتمكن من الحج. واتخذت أميرة موقعا وسط الممر الخارج من جسر الجمرات مفترشة الأرض تحت لهيب الشمس الحارقة، بعد أن أجبرتها الحاجة وقلة الحيلة إلى ذل السؤال واستجداء العابرين لمنحها ما يعيدها إلى بلدها بعد أن فقدت ما بحوزتها من أموال. وتشير أميرة بلغة مكسرة، بينما تلجأ بين حين وآخر إلى الإشارة بيدها لإيصال الفكرة، إلى أنها قدمت إلى الحج مع والديها قبل 16 عاما، حيث كان الوضع مختلفا عن الوضع الحالي، مبينة أنها لأول مرة تركب قطارا، لافتة إلى أن حجتها عن زوجها بمثابة الوفاء له، حيث كان يحلم بالحج قبل أن تجرفه السيول ويترك لها بناتها الأربع، معربة عن أملها في أن يشهدن بدورهن رؤية البقاع المقدسة وزيارة البيت الحرام.