في فضاء روحي قذفت أيادي الملايين من حجاج بيت الحرام يوم أمس، سبع حصيات على شاخص العقبة الكبرى، حيث توافدوا جماعات وأفرادا إلى جسر الجمرات عبر الطرقات، وعربات قطار الحجاج، مهللين مكبرين، تملأ قلوبهم الفرحة والسرور، بعد أن مَن الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، وبعد أن قضوا ليلتهم في المشعر الحرام «مزدلفة»، في أجواء إيمانية ووسط خدمات متكاملة أحاطت بهم من كل جانب. وفور وصول الحجاج إلى مشعر منى شرعوا برمي جمرة العقبة، اتِّباعا لسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم طافوا بالبيت العتيق، وأدوا نسكي الحلق أو التقصير والنحر. وقد ترافقت هذه المشاهد الروحانية بافتراش عدد كبير من الحجاج المخالفين في طرقات وشارع منى، ناصبين خيامهم الفردية وسط الشوارع، وبالقرب من الحملات، ما تسبب في عرقلة الحجاج المتوجهين إلى الجمرات. وتعليقا على هذه المشاهد أكد وزير الحج الدكتور بندر الحجار ل «الشرق» أن الشعارين اللذين أطلقهما أمير مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قبل سنوات «لا حج دون تصريح»، و»الحج عبادة وسلوك حضاري»، يهدفان إلى تأمين عملية الحج، إلا أن تهاون البعص، والقيام بالحج دون تصريح هو ما يؤدي إلى ما نراه من افتراش على الطرقات والساحات، الذي يؤدي بدوره إلى نتائج سلبية أبرزها إعاقة الحركة والمرور، خاصة إذا كانت هناك حالات طوارئ، حيث تكون الممرات كلها مشغولة، وهو ما يسبب إيذاءً للحجاج، ويؤدي إلى تشتت جهود الدولة المبذولة في الحج، كما يؤثر على مفهوم الحج المبرور، فالحاج الذي يحج دون تصريح، ولا يستجيب لهذه الأوامر، ينافي تعليمات ولي الأمر في هذا المجال. وعبر عن أمله أن يلتزم الراغبون في الحج بهذه التوجيهات. أما بخصوص عقوبات المفترشين أوضح حجار، أن عقوبات المفترشين من اختصاص جهات أخرى.