تظن للوهلة الأولى عندما تدخل إلى طوارئ مستشفى منى الجسر فتجد شاباً يافعاً لم يتجاوز ال34 من عمره، يتحدث مع المراجعين ويوجه الكشافة والممرضين، أنه أحد المشرفين الميدانيين، لكن سرعان ما يثبت لك حضوره أن هذا الشاب اليافع ما هو إلا مدير للمستشفى الذي يعمل تحت مظلته نحو 700 شخص ما بين استشاريين وجراحين وممرضين ومتدربين ورجال كشافة وأمن. يتكئ استشاري الجراحة العامة والمناظير الدكتور أحمد عبدالملك فادن على خبرة عمل طويلة في المشاعر المقدسة، إذ يعمل في مستشفياتها منذ 12 عاماً، كانت أول تجربة له عام 1422ه، حيث عمل طبيبا في مستشفى منى العام، ليتدرج بعدها لإدارة العيادات، فمديراً لإدارة الطوارئ، ومن ثم مساعد المدير الطبي لعدة سنوات، ليتم إبلاغه أخيراً باختياره مديراً لمستشفى منى الجسر، واصفاً الاختيار بالمفاجأة السارة له، ومعقباً بأنها مسؤولية كبيرة تجعله دائم التفكير بالطريقة الأكثر نجاعة لإدارة المستشفى وتقديم الخدمة الأمثل لضيوف الرحمن، مشدداً على أن اختياره يعدّ تكليفاً وليس تشريفاً. ويقضي الدكتور فادن، الذي يعدّ أصغر مدير مستشفى في المشاعر المقدسة، عشرين ساعة يومياً في خدمة مراجعي مستشفى منى الجسر، وقد يواصل الليل بالنهار لتقديم الخدمة التي تليق بالحجاج، ويملك من الطموح والحماسة والخبرة المبكرة التي اكتسبها طيلة سنوات عمله ما أهله ليحظى بثقة وزير الصحة ليدير المستشفى بكل جدارة واقتدار للسنة الثانية على التوالي، كما أدخل بعض التنظيمات الإدارية التي ساهمت في سلاسة العمل فيه. ويعمل الدكتور أحمد رئيساً لقسم العمليات والشؤون الأكاديمية، ورئيساً لقسم الجراحة والمناظير في مستشفى الملك فيصل في مكةالمكرمة، وحاصل على الزمالة السعودية ودبلوم في جراحة المناظير من فرنسا والهند، وهو خريج كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز عام 2001م. ولأن الشباب يؤمنون بقدرات بعضهم فإن الدكتور أحمد أسند المهام الإدارية لطاقم شبابي، وأنجز لوحة علقها في صدر المستشفى تحمل اسم الهيكل الإداري الشاب ومهام كل واحد منهم. وبيَّن فادن أن الكوادر السعودية من الأطباء الموجودين الذين يبلغ عددهم 110 أطباء وطبيبات، تشكل 70%، في حين يمثل الممرضون والممرضات السعوديون نسبة 55% من العاملين في المستشفى، الذي يقدر عدد العاملين فيه ب120 عاملا وعاملة، وقد شهد المستشفى خلال هذا العام استقطاب استشاريٍّ للعظام، وبناء ثلاث غرف للعزل مجهزة بأفضل التجهيزات. وقال في حديثه ل»الشرق» إن مستشفى منى الجسر تطور تطورا كبيرا في السنوات الأربع الأخيرة، إذ صار يحوي 150 سريرا، للتنويم في الأقسام المختلفة، إضافة إلى 36 سريرا للطوارئ، و39 للعناية المركزة، وغرفتي عمليات، وغرفة ولادة، وغرفة مناظير، إلى جانب 11 عيادة خارجية. فادن الذي بدأ عمله في المستشفى منذ دخول موسم الحج قبل ستين يوماً، لا يكاد يجد الوقت الذي يتواصل فيه مع زوجته وأولاده، ويرى أن المرضى والعاملين في المستشفى هم أهله خلال هذا الموسم حتى يقدموا أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام كسباً للأجر والمثوبة قبل أي شيء.