تشهد أسواق الماشية في المملكة ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار، ومع تزايد الإقبال على شراء الأضاحي، تجاوزت أسعار الأغنام البلدي ألفي ريال، وتراوحت أسعار المستورد بين 1000 و 1500 ريال، وأكد مواطنون أن أسعار الماشية تفوق الوصف وهي مستمرة في التصاعد بشكل كبير، في حين برر باعة الأغنام الارتفاع بقلة المعروض، وأنه طبيعي بسبب الأزمات التي لحقت بهم سواء في أسعار الشعير أو الأعلاف والبرسيم، مؤكدين تكبدهم خسائر كبيرة . وقالوا ل “الشرق” إن هذه الأيام فرصتنا الوحيدة للكسب وتعويض ما خسرناه من أجل تربية الأضاحي. و قد لجأ بعض الزبائن إلى أسلوب التريث وعدم الشراء في فترة اليومين التي تسبق عيد الأضحى، والانتظار إلى ثاني أيام العيد مؤملين أن تعاود الأسعار الانخفاض، فيما اضطر البعض إلى شراء أضحية مستوردة من نوع السواكني لانخفاض تكلفتها نسبيا . ودعا مختصون إلى استخدام البدائل كالإبل والأبقار، وأن يشترك الشخص مع ستة آخرين في الأضحية إذا كانت من الإبل أو البقر، ورغم أن هذا الخيار معتبر شرعاً بحسب الفقهاء، لكن قلما يطبقه مريدو الأضحية. من جهته، قال وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث و التنمية الدكتور عبدالله العبيد، إن الدولة لا تستطيع أن تحد من ارتفاع أسعار الأضاحي،إذ أن المسألة تخضع للعرض والطلب، وأكد ل “الشرق” أن الدولة لا تستطيع أن تجبر أحداً أن يبيع بسعر معين، إلا إذا كانت تمتلك آليات قوية بحيث تتدخل في الاستيراد أو تضخ كميات كبيرة في السوق بحيث تكون أحد المنافسين أو أنها تمنح الموردين مبالغ معينة كإعانة شريطة أن يخفضوا السعر. وأوضح أن هذه الآليات مكلفة للدولة لذا تترك المسألة للعرض والطلب، مضيفا أن هذه الظروف توجب عليها أن تتدخل و تدعم الأعلاف بشكل كبير. بدوره ، أكد المستشار القضائي الشيخ صالح اللحيدان أن الأضحية سنة مؤكدة على القادر، بينما لا تلزم الضعيف والمديون والمريض، وقال إن قيمة بعض الإبل والبقر لا تتجاوز ثلاثة آلاف ريال، وهي تساوي سبع أضاحٍ، وبدلا من أن يدفع الشخص الواحد ألفي ريال في خروف، بإمكانه أن يشترك مع ستة آخرين ويشترون أضحية واحدة من الإبل أو البقر، وهنا لن يدفع الشخص أكثر من ستمائة أو خمسمائة ريال. وانتقد اللحيدان تفاخر بعض الأشخاص بشراء الأضحية مرتفعة القيمة من الأغنام، معتبرا أن ذلك نوع من الإسراف والتباهي المحظور شرعاً والمنبوذ عرفاً، وأضاف أنه يرفض شراء الأضاحي عن طريق الكوبونات، بقيمة 350 ريالا للخروف ، ويذبح في دول إفريقية أو فقيرة، مؤكدا أنه يشجع على شراء الإبل والبقر التي تذبح في الداخل ويستفيد منها المعوزون ، إذ تساهم بشكل مباشر في كبح الأسعار . سوق الرياض يشهد عزوفاً عن شراء «النعيمي» كشف عدد من التجار والبائعين في سوق الماشية بالرياض ل “الشرق” عن أن هذا العام شهد عزوفاً غير مسبوق عن شراء الأضاحي خاصة من نوع ” النعيمي “، الذي تجاوزت أسعاره “2200″ ريال، ونظراً لعجزهم عن الشراء اتجه معظم مرتادي السوق إلى البربري ” و” السواكني ” و” التركي “، في حين اتجهت الأغلبية إلى “الماعز” في إقامة ولائمهم ومناسباتهم الاجتماعية. وأكدوا أن حركة السوق هذا العام مختلفة تماماً عن السابق من الأعياد والمواسم، فاتجاه الناس إلى النعيمي كان قليل جداً مقارنة ب”البربري” و”السواكني” و”التركي”. الذي تراوحت أسعاره بين ال ” 900″ و” 1500″ ريال سعودي بينما قال بعض مرتادي السوق أن هذا الانفلات بالأسعار وعدم الرقابة وتدخل الدولة سيجعل الأمور تتفاقم ويفتح المجال أمام الانتهازيين لرفع أسعار السلع الأخرى، ويقول سند القطيمي: أصبح المستهلك محاصراً فكل يوم يجد نفسه في أزمة، فنحن خلال الأعوام الأخيرة نتنقل بين أزمة الأرز والخضروات والسكر والأعلاف والدجاج والأغنام، ولا ندري ما القادم. وقال سعد اليامي: أتمنى تظافر جهود الجميع في سبيل كبح هذه الأسعار والوقوف أمام جشع التجار من خلال الابتعاد عن استهلاك هذه السلع أو على الأقل التقليل من تداولها حتى يعود هؤلاء الانتهازيون إلى رشدهم.