لسنوات طويلة صنفت أهداف الرحلات السياحية لعدة أنواع، فمنها السياحة الترفيهية ومنها سياحة الآثار التاريخية أو السياحة العلاجية أو الدينية. نقصد بلاداً أشتهرت بطبيعتها أو أخرى عرفت بجودة خدماتها أو روعة أسواقها. ولكن في السنوات الأخيرة أصبحنا أمام نوع جديد من السياحة، وهو ما يكون بغرض حضور مباراة في أحد الدوريات الأوروبية الكبرى، وتحديداً في بريطانيا وذلك لأسباب رياضية وأخرى ثقافية وتاريخية. بالأمس نشرت الوكالة الوطنية للسياحة في بريطانيا “ڤيسيت بريتين” نتائج مسحها السنوي عن السياحة في بريطانيا، والذي أظهر أن قرابة 900٫000 سائح أجنبي قاموا بحضور مباريات كرة القدم في بريطانيا في عام 2011، ومجموع ما تم صرفه من هؤلاء السياح وصل إلى 706 مليون جنيه استرليني (4.2 مليار ريال)، أي ما يعادل 785 جنيه للسائح الواحد (4٫700 ريال)، وهو مايفوق متوسط إنفاق السائح العادي (583 جنيه/ 3٫500 ريال). وهذا الرقم أكبر مما أظهرته دراسات عام 2010، حيث كان عدد من جاءوا للسياحة الكروية 750٫000 سائح، صرفوا خلالها 595 مليون جنيه (3.6 مليار ريال). الدراسة أظهرت أن 40٪ من السياح الذين حضروا للمباريات كان حضورها هو الهدف الرئيسي لرحلتهم إلى بريطانيا، كما أظهرت أن حضور المباريات أصبح مغرياً للزوار حتى في الأوقات الهادئة من السنة، حيث ظهر أن أكبر نسبة حضور تركزت في الفترة ما بين شهر يناير ومارس. وإذا نظرنا لجنسيات هؤلاء السياح سنجد أن أكثر المشجعين حضوراً جاءوا من: إيرلندا (174٫000 سائح)، النرويج (80٫000)، أمريكا (61٫000)، أسبانيا (54٫000) وألمانيا (48٫000). وقياساً بعدد الزوار من كل دولة، ونسبة من جاء منهم بهدف حضور مباراة، كان النرويجيين في صدارة من شكلت كرة القدم هدفاً لزيارتهم بواقع شخص من بين كل 13 سائح، وتلاهم الزوار القادمون من الإمارات العربية المتحدة! بقي أن أشير أن الوكالة الوطنية للسياحة قامت منذ 2008 بالتعاون مع رابطة الدوري الإنجليزي للترويج للبطولة بشكل مشترك كأحد عوامل الجذب السياحي وبإشراك الأندية واللاعبين في هذا المشروع وبوجود إعلانات محدثة دوماً على موقع الوكالة وكذلك الرابطة. وهذه قد تكون رسالة بسيطة إلى رابطة دوري المحترفين السعودي والهيئة العامة للسياحة والآثار بمحاولة ترتيب برامج سياحية، حتى وإن كانت برامج ترويجية تستهدف الجماهير من مناطق المملكة الأخرى، قبل أن تمتد بعد ذلك مثلاً للأشقاء الخليجيين لما في ذلك من فائدة مشتركة لسياحتنا ولكرتنا.