طالب عدد من أولياء الأمور في منطقة حائل، بمنع بيع دواء الصرع وآلام الأعصاب المسمى ب”ليريكا”، الذي انتشر تداوله بين الشباب في الاستراحات، ويصنفه الأطباء من ضمن الأدوية المحظورة التي لا تُصرف إلا بوصفة معتمدة، مبينين أنهم يتناولونه ويتداولونه بشكل مستمر دون الحصول على وصفات طبية من الطبيب. وقالوا إن الدواء يسبب الوهم النفسي والمعتقدات الخاطئة لمتناوليه، بهدف الارتياح النفسي بعد استخدامه، كما يزعمون. وأكد المواطن بشير الشمري أن بيع مثل هذه الأدوية بدون وصفة طبية يشكل خطورة كبيرة، مطالباً بضرورة مراقبة الصيدليات ومصادرة تلك الأدوية حفاظاً على سلامة الأبرياء، لأن منهم من لا يعلم بخطورته، وأضاف “لابد أن تقوم وزارة الصحة بتكثيف الرقابة على بعض الصيدليات التي تبيع الأدوية من غير وصفة طبية، وتحويل من تثبت إدانته للجهات المختصة للتحقيق معه من أجل سلامة المواطنين”. ورصدت “الشرق”، في جولة ميدانية على عدد من الصيدليات في المنطقة، ارتفاع مشتريات دواء “ليريكا” بشكل كبير في الصيدليات بالرغم من تكلفته المرتفعة، وأن جزءاً كبيراً من الصيدليات لا يطلب الوصفات الطبية من المشترين، ويكتفي بالحصول على اسم الدواء. وذكر محمد السليمان أنه يستخدم الدواء منذ أكثر من شهرين وبدون وصفة طبية، وذلك بعد أن وصفه له صديقه لاستخدامه بشرط أن يزيد الجرعة، مبيناً أنه يُنسيه مشكلات الحياة اليومية وهمومها. إلى ذلك، أوضح الدكتور علاء العمري أن “ليريكا” يستخدم كمسكن لآلام الأعصاب والعظام، ويندرج تحت قائمة الأدوية المحظورة التي لا تباع إلا بوصفة طبية، مضيفاً أن تناوله لفترات طويلة أو بجرعات زائدة يؤدي إلى نوع من أنواع الإدمان. أما الاختصاصي النفسي وليد الزهراني، فبيّن أن الاستخدام المستمر لهذه الأدوية قد يؤدي إلى عدم الاستغناء عنها بسهولة، مشيراً إلى أن ربطها بشكل سلبي للحصول على الراحة والاسترخاء يمكن أن يؤثر في الأعصاب ويُحدث مشكلة فيها وتحول ذلك إلى مشكلة مَرضية، وأضاف “تناول بعض الشباب هذا الدواء بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى الإدمان، ولابد من استشارة الأطباء حول هذه النوعية من الأدوية”. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي للشؤون الصحية في حائل ماجد المعيلي، أن الدواء مصرح له بالاستخدام من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كدواء مساعد لأحد أنواع الصرع للكبار وآلام الأعصاب المتعلقة بمرض السكري، وكذلك آلام الأعصاب العامة في الجسم وما بعد الإصابة بفيروس. وقال إن أهم أعراضه الجانبية التي تحدث لأكثر من %10 من مستخدميه بحسب المراجع العلمية المعتمدة في المملكة وأمريكا هي استسقاء في الأطراف، وصداع ودوخة وإحساس بالوحدة، وترنح، وزيادة في الوزن، ورعشة، وعدم وضوح الرؤية، والارتباك، إضافة إلى أعراض جانبية أخرى كثيرة تتراوح نسبتها بين واحد إلى %9، ويعتمد حدوثها على الجرعة وأخذ أدوية عصبية أخرى. وذكر المعيلي أن الدواء من الأدوية التي لا تُصرف إلا بوصفة طبية سواء في المستشفيات الحكومية أو القطاع الخاص حسب نظام وزارة الصحة وما ورد من هيئة الغذاء والدواء السعودية، مشدداً على الصيدليات بعدم صرف أي نوع من الأدوية إلا بوصفة طبية معتمدة.