هلّ موسم الحج وبدأ توافد حجاج بيت الله الحرام، والمعتمرين، إلى أرض الحرمين الشريفين يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، يشدّهم الاشتياق إلى الله تعالى والانصياع لندائه سبحانه بأن يأتوه من كل فجٍ عميقٍ ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات. لكن رغم الحالة الروحانية التي يعيشها الحاج والسلام الذي يشعر به، فهناك ما قد ينغص عليه رحلته الإيمانية في حال لم يكن على وعيٍ كاملٍ بالقضايا الصحية الخاصة بالحج، وأساليب الوقاية من الأمراض التي تنتشر في هذا الموسم، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الأطباء لمن يعانون من الأمراض المزمنة. وصرح الدكتور هاني جوخدار "علينا جميعاً اتخاذ الاحتياطات اللازمة التي تقينا بمشيئة الله من الأحداث ذات الصلة بالحرارة، والتي تشكل معظم الحالات الصحية التي تحدث خلال موسم الحج، فالمحافظة على برودة الجسم بشكل عام ليس هدفه مجرد الراحة؛ بل تجنب فقدان الجسم للحرارة، وبالتالي الوقاية من العديد من الأمراض ذات العلاقة بارتفاع الحرارة؛ بدءاً بالتقلصات الحرارية والإنهاك الحراري وحتى ضربة الشمس". ويضيف "تحدث ضربة الشمس عندما تتوفر العوامل المؤدية لها مثل زيادة درجة حرارة الجسم عن 40,6 درجة مئوية أو حدوث فشل في التنظيم الحراري داخل الجسم يكتسب الجسم بسببه الكثير من الحرارة ويتعرض لهذه الحالة عادةً كبار السن والأطفال والأشخاص ذوو الوزن الزائد".ويمكن معرفة ضربة الشمس من خلال عددٍ من الأعراض التي تتضمن بشرة حمراء وجافة، وتسارع نبضات القلب، والشعور بالدوار، وتسارع التنفس، بالإضافة إلى الجفاف الذي قد يؤدي للإصابة بالغثيان والقيء مع انخفاض ضغط الدم، والتشوش الذهني، ونقص التعرق. أيضاً قد تجعل منشطات الجهاز العصبي الإنسان عرضة لضربة الشمس.أما الوقاية من ضربة الشمس فتكون عبر ارتداء ملابس فضفاضة قطنية تسمح للعرق بالتبخر، وتبريد الجسم، وذلك بعد فك الإحرام، ومحاولة البقاء في الأماكن المغلقة خلال ساعات النهار أو حجب أشعة الشمس المباشرة وعدم التعرض لها قدر الإمكان. وفي حال إصابة أحدهم بضربة الشمس، يجب الإسراع بتقديم الإسعافات الأولية لإنقاذه، وفي مقدمتها خفض درجة حرارة الجسم على الفور، ونقل المريض إلى مكان بارد داخل مبنى أو على الأقل في الظل، وإزالة الملابس عنه لتعزيز فقدان الحرارة مما يطلق عليه التبريد السلبي.