حاول متظاهرون كانوا يشاركون في تشييع رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، اللواء وسام الحسن، أمس اقتحام مقر رئاسة الحكومة وسط بيروت، ما دعا حراس المبنى لإطلاق النار من الرشاشات والقنابل المسيلة للدموع في الهواء لتفريقهم. وأزال المتظاهرون حاجز الأسلاك الشائكة الذي يعيق الوصول إلى السراي الحكومي، وألقوا حجارة وقطعا خشبية باتجاه الحراس والقوى الأمنية ما تسبب في إصابة عددٍ من عناصر الأمن بجروح.كما أصيب بعض المتظاهرين بالاختناق نتيجة القنابل المسيلة للدموع، وأعادت القوى الأمنية الحاجز بعد ما أبعدت المتظاهرين الذين كرروا محاولة الاقتحام أكثر من مرة. من جانبه، دعا زعيم المعارضة اللبنانية، سعد الحريري، المتظاهرين الغاضبين إلى الهدوء والانسحاب من الشارع فورا. وقال الحريري، في اتصال عبر قناة المستقبل: إن الحكومة يجب أن تسقط ولكن هذا يجب أن يحدث بطريقة سلمية، وتابع: «أنا أطالب كل المناصرين وكل الموجودين في الطرقات الآن بأن ينسحبوا، فالقوى الأمنية موجودة لحمايتهم وليست عدوا لهم». بدوره، حمَّل القيادي في المعارضة، فؤاد السنيورة، الحكومة مسؤولية اغتيال الضابط الكبير، مؤكدا «لا حوار ولا كلام قبل سقوطها». وقال رئيس الوزراء الأسبق، في خطاب ذي لهجة تصعيدية أمس أمام الآلاف من المحتشدين في ساحة الشهداء القريبة من مقر رئاسة الحكومة: «لا كلام قبل رحيل الحكومة، وليكن واضحا وجليا وسنقولها بصراحة: لا حوار على دم الشهداء ولا حوار على دماء اللبنانيين».وأضاف متوجها إلى رئيس الوزراء نجيب ميقاتي: «اخرج يا دولة الرئيس إلى حيث يريدك اللبنانيون، وإلا فأنت متهم بالتغطية على المجرمين والقتلة». وتابع: «اخرج لأن الشعب اللبناني لن يقبل بعد اليوم استمرار حكومة الاغتيال»، مكررا ثلاث مرات «الآن أنت المسؤول». وقال السنيورة: «هذه الحكومة هي المسؤولة عن جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن ورفاقه الشهداء، فلترحل إذاً». وأشار إلى وجود ما سمّاه «تآمرا ومساعدة محلية للقاتل الجبان الذي أصدر الأوامر بالقتل»، مضيفا: «هناك مساعدة ومؤازرة بدأت من مطار بيروت وصولا إلى مكان الجريمة في الأشرفية».وقال لميقاتي: «لم يعد بإمكانك الاستمرار كما أنت وحيث أنت، واستمرارك في موقعك يعني أنك موافق على ما جرى»، مذكِّرا بأن الحكومة «وُلِدَت من رحم الانقلاب المسلح الذي نفذه حزب الله والنظام السوري». وأكمل: «لا لحكومةٍ تعمل على تغطية الجريمة، نعم لحكومةٍ إنقاذية محايدة برئيسها وأعضائها، يطمئن لها اللبنانيون، وتحمي اللبنانيين، وتعبر بهم إلى مرحلة جديدة، هذا هو طريق الإنقاذ».في سياقٍ متصل، ذكر موقع صحيفة «الجمهورية» اللبناني الإلكتروني أن تبادلا لإطلاق النار دار أمس بين جبل محسن وعدد من المحاور في باب التبانة والقبة، وذلك في طرابلس. الأمن اللبناني فضّ تظاهرة أمام مقر الحكومة بقنابل الغاز