يعد مشروع سقيا زمزم من أكثر المشروعات نشاطاً خلال موسم الحج، ويعنى بإيصال مياه زمزم لمساكن الحجاج في مكة بمختلف جنسياتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم، ويتولّى الإشراف على هذا المشروع مكتب الزمازمة الموحد، وأوضح رئيس مجلس إدارة المكتب سليمان بن صالح أبو غلية في حوار ل«الشرق» أن المكتب يقدم خدمات السقيا عبر أربعة برامج رئيسة و11 برنامجاً فرعياً، وأشار إلى أن هناك ست مجموعات منتشرة في مكة لتوزيع ماء زمزم يبدأ عملها من 25 من شهر شوال وحتى نهاية 15 محرم سنوياً، ولفت أبو غلية إلى أن المكتب أسس مركزا للتعبئة الآلية، وغيرها من الأمور.. وإلى نص الحوار. * متى بدأ مكتب الزمازمة عمله؟ في عام 1403ه صدر الأمر السامي الكريم بإنشاء مكتب الزمازمة الموحد حتى تتوحد الجهود وتتضافر لخدمة الحجيج، وهدفه الأساسي تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن والوصول بهذه الخدمات إلى أعلى مستوى بما يتماشى ويتواكب مع التطورات الهائلة التي تشهدها بلادنا في ظل توجيهات قائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين، لاسيما أن المكتب يقوم بتقديم خدماته لجميع جنسيات الحجاج القادمين للمملكة بدون استثناء وذلك بتقديم ماء زمزم لهم في كل موقع يوجدون فيه منذ وصولهم إلى الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم. * ما هي الآلية التي يقدم من خلالها المكتب خدماته؟ يقدم المكتب خدماته عبر أكثرمن برنامج، فلدينا على سبيل المثال برنامج سقيا ماء زمزم بمراكز التوجيه، ويهتم بسقيا الحجاج أثناء وصولهم إلى هذه المراكز، ويبدأ العمل بهذا البرنامج مع بداية عمل مراكز توجيه الحجاج ويستمر حتى يوم الوقوف بعرفة، حيث يستقبل الحاج بعبوة من ماء زمزم المبرد سعة«330 ملليترا» تسلم لكل حاج يداً بيد داخل الحافلات وتتم تعبئتها في أحد المصانع الوطنية الحائزة على عدة شهادات في الجودة العالمية ومن المتوقع أن يتم توزيع أكثر من مليونين ومائتي ألف عبوة في هذا البرنامج خلال هذا العام. * وكيف يتم إيصال زمزم إلى مساكن الحجاج؟ لدينا في المكتب برنامج آخر«سقيا ماء زمزم للحجاج بمساكنهمبمكةالمكرمة» يبدأ العمل به اعتباراً من 25 شوال وحتى نهاية 15 من شهر محرم، ويتم توزيع ماء زمزم على الحجاج بمساكنهم طيلة فترة إقامتهم بمكةالمكرمة بواقع لتر واحد يومياً، يتم إيصاله لهم عن طريق ست مجموعات خدمة ميدانية منتشرة بمكةالمكرمة، إذ يتم التوزيع عن طريق تعبئة الماء في عبوات بلاستيكية زرقاء سعة عشرين لترا محفور عليها اسم المكتب وعبارة«غير مخصص للبيع» تعبأ في مركز التعبئة الآلية، مع العلم أن جميع العاملين بالمكتب يتم توقيع الكشف الطبي عليهم واستخراج شهادات صحية لهم. * وما مدى تقدم المكتب بخصوص تحويل عملية التعبئة إلى عملية آلية؟ في موسم حج 1422ه استحدث مكتب الزمازمة الموحد مركزا للتعبئة الآلية ومنذ ذلك الحين وهو يقوم بتعبئة ماء زمزم بهذه الطريقة، في عبوات أسطوانية خاصة سعة عشرين لترا، ثم توزيعها على حجاج بيت الله الحرام؛ وذلك بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وولي عهده الأمين ووزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وبإشراف من أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ومتابعة وزير الحج الدكتور بندر محمد حجار، ويمكن القول إنه مع نشاط المركز في السنوات الأخيرة تحولت عملية التعبئة إلى آلية بالكامل، ويبدأ العمل بالمركز اعتباراً من العاشر من شهر ذي القعدة من كل عام وينتهي في الخامس من شهر محرم من العام الذي يليه ويكون العمل طيلة اليوم على ثلاث فترات متساوية، والهدف من استحداث المركز هو ضمان الحفاظ على سلامة ونقاء ماء زمزم من أي ملوثات قد تصاحب عملية التعبئة اليدوية التي تم إلغاؤها كلياً من جميع برامج عمل المكتب. * ما هي طريقة عمل المركز؟ يعمل المركز عبر عدة مراحل، الأولى « التعقيم والفلترة والتعبئة وتشمل نقل ماء زمزم من شيب كدي إلى موقع المركز عن طريق ناقلات مختلفة السعات وذلك بالتنسيق مع إدارة شؤون الحرمين الشريفين، ثم تفريغ ماء زمزم من الناقلات في خزان استقبال ماء زمزم وهو عبارة عن خزان أسطواني الشكل مصنوع من حديد مبطن بالزجاج قطره ستة أمتار وارتفاعه سبعة أمتار وسعته مائتا متر مكعب ويتم تفريغ ماء زمزم من الناقلات إلى الخزان بواسطة مضخات سحب ضغط عال، ثم تمرير الماء في فلتر رملي عبارة عن جسم أسطواني مصنوع من مادة حديد كربوني مطلي بعدة طبقات من الأيبوكس داخلياً وخارجياً قطره2.6متر وارتفاعه1.5متر يحتوي على طبقات رمل ويضخ ماء زمزم من خزان استقبال بواسطة مضخات ذات طاقة عالية ويمرر على هذا الفلتر الرملي لإزالة أية شوائب قد تكون عالقة بماء زمزم أثناء نقله». أما المرحلة الثانية فتشمل تعبئة ماء زمزم وتوزيعه وتخزينه من خلال خط الإنتاج وتعبئة العبوات الإسطوانية اعتباراً من اليوم العاشر من شهر ذي القعدة وفق جدول زمني محدد مسبقاً يتناسب مع أعداد الحجاج القادمين إلى مكةالمكرمة. * ما هي أهم الخطط المستقبلية للمكتب؟ وقّع المكتب مؤخراً عقداً مع إحدى الشركات الوطنية المتخصصة في مجال النقل،لاستئجار عدد من سيارات النقل من نوع «دينا»، و«فان» حديثة ومجهزة، لتعزيز أسطول سيارات المكتب العاملة، والإسراع بتوزيع العبوات على أكثر من 600 مسكن منتشرة في المنطقة المركزية حول الحرم الشريف، وفي مختلف أحياء مكةالمكرمة. وتتسع سيارات «الدينا» لحمل 250 عبوة، و«الفان» ل 150عبوة سعةعشرين لترًا، حيث يُستفاد من سيارات «الفان» للتوزيع في الأحياء ذات الشوارع الضيّقة، والكثافة العددية الأقل، ويستفاد من سيارات «الدينا» لإيصال العبوات من مركز التعبئة لمراكز التوزيع، وللاستفادة منها في الأحياء والمناطق التي تضم أعداداً أكبر من الحجاج. وتنبع هذه الخطوة التطويرية لتحديث أسطول النقل، حرصاً من مجلس إدارة المكتب على تقديم خدماته وفق مستويات متطورة، تنسجم مع المتغيّرات والتطوّرات التي تشهدها جميع أعمال الحج، من خلال تنفيذ وتطبيق عدة إستراتيجيات، تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات، وتوفير كافة السبل لرفع مستوى الأداء، والسير به نحو الأفضل بما ينسجم مع توجيهات القيادة الكريمة وبما يلبي طموحات وزارة الحج، ويحقق رغبات مجلس الإدارة. إحدى سيارات النقل توزع ماء زمزم على المساكن القريبة من الحرم زمزميات يقدمن ماء زمزم لحاجات مرضى داخل مستشفيات مكة