عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) انطلاق عجلة التنمية في منطقة جازان خلال زيارته الشهيرة للمنطقة التي كما أشار خلال خطابه تأخرت عن المنطقة استبشرنا جميعا، ولم يخيب الله رجاءنا، فما هي إلا أيام قلائل حتى رأينا رأي العين مشروعات تنطلق وطرقات تشرق وتغرب، إذن فقد بدأت العجلة بالدوران يقودها أمير التنمية والبناء سمو الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز. لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ نشطت لجان كانت تغط في سبات عميق طوال عشرات السنين الماضية، أيقظها فيما يبدو مسؤولون سال لعابهم للخير الذي ينتظر أبناء هذه المنطقة! فحاولوا وما زالوا يحاولون تحويل عجلة التنمية لتدوس فئة المزارعين الذين تحملوا عبئاً كبيرا طوال سنين غابت فيها جهود أولئك المنتفعين، فأرسلوا اللجنة تلو اللجنة بحجة التعديات وهم يعلمون قبل غيرهم أن للمنطقة خصوصية الأراضي الزراعية الشاسعة التي زرعها الأجداد والآباء على مر السنين. وثقة من الأجداد والآباء في أنه لن ينازعهم أحد في أراضيهم، ولأنها لم تكن جاذبة لأحد سواهم طوال عشرات السنين، فإنهم أهملوا استخراج حجج استحكام نظامية لها بل ظلوا يتبايعون فيما بينهم بحجج يكتبها لهم من يسمونه بالذارع ويشهد عليها الشهود. فهل يعقل الآن وعندما أصبح لأراضيهم التي سقوها بجهدهم وعرقهم أثمان باهظة أن نسلبهم تلك الأراضي لنعيدهم لنقطة الصفر من جديد! هل كان فهم أولئك المنتفعين لخطاب خادم الحرمين الشريفين معكوساً؟ أم أنهم يعتقدون أن أهل هذه المنطقة أقل شأنا من غيرهم؟ إن ثقتنا كبيرة بأميرنا المحبوب الذي أجهض الكثير من محاولات أولئك المنتفعين أن ينهي هذه المعاناة التي بدأت مع دوران عجلة التنمية التي نتمنى أن تنتهي نهاية سعيدة تسعد آباءنا وأجدادنا وكل أبناء المنطقة.