التنويم الإيحائي، أو التنويم المغناطيسي، وباللاتينية (Hypnosis) هو حالة ذهنية هادئة ومسترخية، ففي هذه الحالة يكون الذهن قابلاً بشكل كبير للاقتراحات والإيحاءات. والتنويم الإيحائي هو حالة طبيعية جداً، ويمكن القول إن كل شخص سبق ومر بتجربة كهذه. فعندما تستغرق في قراءة كتاب معين، وعندما تركز كل التركيز في مشهد، أو فيلم معين، وعندما يغرق ذهنك بالأفكار والتركيز بموضوع معين.. إلخ. فهذه كلها حالات طبيعية من التنويم الإيحائي، حيث ينصب التركيز الذهني الشديد الذي يضع كل الأشخاص والأشياء من حولك خارج نقطة التركيز تلك. وقد لعب التنويم المغناطيسي لآلاف السنين دوراً كبيراً في مجال الشفاء والمداواة. فحسب «منظمة الصحة العالمية» 90% من عامة السكان قابلون للتنويم الإيحائي. أول من استخدمه هم المصريون القدماء، ثم اليونانيون والبابليون، ولكن أعاد اكتشافه في العصر الحديث الطبيب السويسري فرانز أنطوان ميسمر، في القرن الثامن عشر، عندما استخدمه لتخدير مرضاه، وقد اعتقد الناس أن ما يفعله ميسمر هو نوع من السحر والشعوذة، وقامت المنظمة الطبية في فيينا من حرمانه من عضويتها. وتكمن أهمية التنويم الإيحائي في العلاج النفسي في أنه عندما يكون الذهن في حالة التركيز والاسترخاء العالي، يكون العقل مفتوحاً وقابلاً للاقتراحات والإيحاءات الإيجابية والمشجعة، وعندها تتمكن هذه الاقتراحات والإيحاءات من التغلغل والترسخ في العقل بسهولة وليونة أكثر، لتأخذ مفعولها بشكل أفضل وأسلم، ويستخدم الآن الأطباء النفسيون التنويم الإيحائي لعلاج مشكلات الأعصاب، والأرق، والصداع، وإدمان الكحول، أو المخدرات.