أبها، الدمام – محمد السريعي، بيان آل دخيل الخالدي: لا غرابة.. غالبية الشباب ينتجون أفلاماً ويشاهدونها بين زملائهم سالم: السينما تقدم رسالة لا تطرحها مجموعات بهذا الشكل الباشا: ليس باستطاعتها رفع الحس البصري.. والتكتم تفرضه البيئة الغانم: إذا لم تعمل المجموعة براحة فلن تستطيع الإنتاج سلمان: أمر غير مجد.. واللغة السينمائية تستهدف الوصول للآخر أكد ل«الشرق» مسؤول في مجموعة «شمع أحمر»، التي دشنت عروضها السينمائية السرية الأسبوع الماضي في أبها، أن المواقع التي سيقدمون فيها عروضهم ستبقى سرية، لعدد محدود من المدعوين للاستمتاع «بتجارب سينمائية جديرة بالمشاهدة، تحمل نفساً مغايراً ورؤية جديدة لمفهوم الأفلام السينمائية». ووزعت المجموعة أمس بياناً يوضح ما نشر في «الجارديان» وتناولتها وسائل الإعلام الغربية والمواقع الإلكترونية (حصلت «الشرق» على نسخة منه)، أوضحت فيه أنها لم تتعرض لأي تضييق أو منع، من أي سلطة أو جهة حكومية أو غيرها. وقالت «نحن نعمل في مجال صناعة الأفلام، وحين شعرنا بتعطش المهتمين في مدينتنا ومجتمعنا السعودي إلى الاطلاع على أعمال تنتمي إليهم وإلى همومهم البسيطة واليومية، حاولنا تلبية هذه الحاجة». وأكد أعضاء المجموعة في البيان، أنهم لا يعرضون السينما التقليدية، ولا يتبنونها، بل يعرضون أعمال شباب سعوديين تأخذ طابعها المختلف عن الموجود في العالم أجمع، وأن «أهدافنا اجتماعية ثقافية ووطنية سامية. نحن نسعى إلى توعية المجتمع بعديد من أخطائه، وإلى خطورتها عليه. نوجه خطابنا إلى نخبة معينة من الناس قادرين على التأثير. لنحقق فعلا خلاقا في وطننا ومجتمعنا». وعن إقامة العروض بسرية، أشار البيان إلى أن هناك عدة ممارسات إنسانية تفسد إن فقدت سريتها، وليس ذلك من الخطأ أو الذنب في شيء، ولكنه طابع الجماعة ومن صميم فكرتها أن تكون «سرية». تقرير «الجارديان» وكانت صحيفة الجارديان البريطانية، نشرت تقريراً، عبر هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، عن المجموعة، أشارت فيه إلى اجتماع الفريق الخميس الماضي داخل أحد المخازن. وأشار التقرير إلى قلق مخرج الفيلم، الذي لم تكن لديه ولدى الفريق «خطة في حال مداهمة الشرطة للمكان». وأوضح التقرير أن المخرج نفى عرض أي مشاهد خارجة عن تعاليم الدين الإسلامي في الفيلم الذي لم يكشف عن محتواه، وأن الفيلم المقبل سيتحدث عن حقوق المرأة، وسيكون هناك ثالث يتحدث عن السحر الأسود. تدشين العروض وكانت المجموعة «السرية» دشنت أول عروضها للأفلام الأسبوع الماضي في مدينة أبها، وسط حضور أكثر من أربعين شاباً، لم يتجاوز عمر أي منهم عقدين. وشكل هذه المجموعة، التي تتخذ «السينما السرية الحقيقية» شعاراً لها، عدد من الفنانين في أبها (تحتفظ الشرق بأسمائهم)؛ بهدف تقديم أعمال فنية معاصرة في مجال الأفلام، بعد أن جاءتهم الفكرة من خلال ما ترجم إلى اللغة العربية عن «السينما السرية» أو «سينما الفقراء». وحضرت «الشرق» تدشين العروض، وتحدث العرض الأول عن مدينة مكةالمكرمة والنهضة العمرانية فيها، وجاء هذا الفيلم بصيغة أفلام ال»فيديو آرت»، محملا بمفاهيم دينية وإسلامية. وبعد انتهاء العرض تم فتح باب النقاش عن العمل وفكرته بعد عرضه مباشرة، وتراوحت مداخلات الحضور بين نقد وإشادة بما تمت مشاهدته. ووعد القائمون على المجموعة أن يكون العرض بداية لعروض مقبلة. وأوضح مسؤول في المجموعة، أن هذا النمط من السينما «سينما الفقراء» منتشر لدى الغرب، وله رموزه ومبدعوه ورواده وجمهوره النوعي. وهو أشبه بالتمرد على السينما التقليدية ومعاييرها. إخفاء غير مبرر ممدوح سالم ورفض عدد من النقاد ومنتجي الأفلام ومخرجيها فكرة تنظيم العروض بسرية. وأشار المخرج ممدوح سالم إلى أن إخفاء الهوية موضوع قديم، مرجعاً ظهور مثل هذه المجموعات إلى عدم وجود دور عرض، ولا يسمح بها. وقال إن كثيرا من الأشخاص قدموا أفلامهم على موقع اليوتيوب، أو عرضوها في مكان خاص مثل المنزل أو الاستراحة، داعين الأصدقاء للمشاركة، أما «أن يكون المكان سرياً، هذا أمر بحاجة إلى التعمق فيه». سينما سرية! د. مبارك الخالدي وقال الناقد الدكتور مبارك الخالدي «لا وجود في العالم لسينما سرية، وطالما عرفنا عنها لم تعد سرية»، أما مشاهدتها بطريقة سرية «فكلنا نمارس ذلك بطريقة أو بأخرى». ولا يرى الخالدي أي أمر غريب أو غير مألوف، مشيراً إلى غالبية الشباب ينتجون أفلاماً ويشاهدونها بين زملائهم فقط، وإن عرضت تعرض في الخارج، مؤكداً أن كثيرين يمارسون مشاهدة الأفلام أو إنتاجها بسرية. مساحة حرية ويرى القائمون على المجموعة «ضرورة رفع مستوى الثقافة البصرية لدى المجتمع»، لذلك أسست هذه الخطوة «لخلق مساحة من حرية التعبير»، للعاملين في مجال السينما على الصعيد المحلي، لعرض تجاربهم المنتجة محلياً، والنابعة من بيئتهم الثقافية وواقعهم اليومي، بدلاً من التجارب المستوردة التي لا تمثل همومهم ولا ترتبط مباشرة بحياتهم اليومية، أو الأفلام التي تعرض عبر القنوات التلفزيونية؛ التي تعرض في صالات السينما في باقي دول العالم بشكل طبيعي، حسب المسؤول على المجموعة. ونوه المسؤول إلى أن المجموعة تهدف في المقام الأول إلى الاستمتاع بإنتاج الأفلام ومشاهدتها وعرضها؛ دون أي أهداف ربحية أو تجارية، متنازلين عن حقهم الطبيعي في التعريف بهويتهم الأصلية لصالح الفن ونشر الثقافة البصرية ورفع مستواها في المجتمع كمرحلة أولية، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يمكن مشاهدة أعمالهم المعروضة عبر الإنترنت. بلا فائدة ورأى المخرج محمد الباشا أن المجموعات السرية ليس باستطاعتها رفع الحس البصري لدى الناس، رغم تأيده التجمعات السينمائية، شريطة أن تكون مفتوحة لجمهور المهتمين، متسائلاً: «ما المرجو من كونها سرية». وقال إن اللجوء إلى العرض السري له علاقة بالبيئة التي يعيش فيها، فالتكتم والإظهار تفرضه البيئة المحيطة مثل الضغوطات وعدم تقبل الجمهور، مؤكداً أنه كان هناك مجموعات سينمائية بارزة تتمركز بشكل كبير في الرياض، أنتجت عدة أفلام وحوارات وعروض، أما اليوم تكاد تكون فقدت بحكم ظروف الدراسة والمعيشة وتطور الحياة، وكذلك في القطيف نشطت جماعة ولم تستمر. الجمهور.. أساس وقال سالم «لا سينما دون جمهور، السينما بها رسالة وموضوع يطرح»، وليس بوجود «مجموعات بهذا الشكل»، موضحا أن هذا النوع من السينما غير منتشر في العالم، ف»السينما هي مرآة الشعوب وتعكس ثقافة وحضارة المجتمع»، مؤكداً أن السينما تتقبل الجرأة في طرح المواضيع ونقاشها. قضايا معينة أما رئيس جماعة الأفلام، التابعة للجنة التنمية الاجتماعية في القطيف، محمد سلمان، فقال إن السينما صنعت من أجل أن تنشر، «لن نعمل أعمالاً لا نسمح للناس برؤيتها ونقدها». وقال سلمان إن مثل هذا النوع من السينما قد يكون وثائقياً يتحدث عن قضية معينة، وليس سينمائياً، «بالنسبة لي لا أراه أمراً مجدياً، فاللغة السينمائية مفتوحة بشكل أكبر وهدفها الوصول إلى الآخر». أهمية الدعم ماهر الغانم بدوره، أكد المخرج ماهر الغانم أن الإنتاج لا بد أن يكون «واضحاً كالشمس»، وعلى جميع المنتجين أن يوصلوا رسائلهم بكل صراحة وواقعية وشفافية أمام الناس. وتمنى الغانم «لو تبنت الجهات الرسمية طموح الشباب لإخراج أشياء تفيد جميع الناس، فالدعم هو القادر على تقوية الطرح». وأكد أن السينما في المملكة اجتهادات شخصية، مشيراً إلى أن هدف مجموعة «شمع أحمر» إذا لم يكن واضحاً، ولم تعمل براحة، فلن تستطيع الإنتاج. الحضور يشاهدون أول عروض المجموعة (الشرق)