اكتشفت الأجهزة الأمنية اللبنانية فرار ثلاثة سجناء ينتمون إلى تنظيم «فتح الإسلام» من سجن رومية المركزي، والفضيحة أن عملية الفرار لم تحصل بالأمس، بل تشير المعلومات إلى أن الثلاثة فرّوا منذ أكثر من شهر، وتداولت المواقع الجهادية مقطع فيديو يظهر فيه أحد السجناء الفارين مقتولاً في سوريا، وإلى جانبه جثة قتيل كان سجيناً أيضاً، لكنه خرج بطريقة شرعية بعد إخلاء سبيله. وهذه ليست المرة الأولى التي يفرّ فيها سجناء ينتمون إلى تنظيم «فتح الإسلام»، لا بل إنّ جميع عمليات الفرار نفّذها عناصر يتبعون إلى هذا التنظيم الأصولي، علماً أن عددها تجاوز سبع عمليات فرار، نجح ثلاث منها. وهذه الفضيحة الجديدة غير مسبوقة. إذ إنها المرة الأولى التي تحصل فيها عملية فرار لا يدري بها حرّاس السجن اللبناني، إلّا بعد أكثر من شهر على وقوعها. والسبب في ذلك يعود إلى أنّ سجناء التنظيم المذكور هم الحاكمون داخل السجن. وتجري تلك العمليات تحت غطاء سياسي يوفره لهم أطراف سياسية، فيمنعون حراس السجن من الدخول إلى الجناح حيث يوجدون. ويضعون نوعاً من الشروط على العناصر المكلفة بمراقبة السجناء، حيث لكل قسم رتيب من قوى الأمن الداخلي بصفة مراقب عام، ولا يُسمح لمراقب قسم فتح الإسلام بالدخول إليه إلا برفقة سجين ملقب ب»أبو وليد». يقف الرتيب على باب النظارة، في حين يتولى أبو وليد، وهو أمير الجناح، القول إن الجميع موجود أو أن العدد مطابق للرقم المسجل مع الرتيب. وبذلك، فإن السجناء يُجرون بأنفسهم التعداد الاسمي لنزلاء جناحهم، ثم يُبلغون آمر السجن بنتيجته. وبالعودة إلى طريقة الهروب، كشفت المصادر أنها جرت عبر تزوير بطاقات الهوية التي يضعها الزوار عند مدخل السجن بالتواطؤ مع عناصر الأمن. وعلمت «الشرق» أن السجناء الثلاثة الفارين هم محمود فلاح، وفيصل عقلة، وعمر عثمان، وقد فرّوا في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان الماضي، بعد أن ادَّعوا أنهم سيعتكفون للدعاء والصلاة. وتشير المعلومات إلى أن هؤلاء تمكّنوا من الفرار آنذاك، علماً أن بعض السجناء يُرددون أن عدد السجناء الفارين يصل إلى تسعة سجناء. وفي السياق نفسه، نفى وزير الداخلية اللبناني ل «الشرق» أن يكون السجناء الفارون قد فرّوا منذ أكثر من شهر، مشيراً إلى أن تحقيقاً فُتح لتحديد المسؤوليات، إلّا أن مسؤولاً أمنياً معنياً بملف التحقيق كشف أن سجناء فتح الإسلام يمتنعون عن إعطاء أي معلومة تتعلق بكيفية حصول عملية الفرار. بدوره أسف وزير الداخلية عن كون بعض مباني السجن ما زالت من دون أبواب منذ أحداث الشغب التي وقعت قبل سنتين. وإذ أكّد شربل أن السجناء الفارّين ليسوا من السجناء الخطرين، إلّا أنّ المعلومات من داخل السجن تؤكّد أنّ الثلاثة الفارين كانوا من أبرز القياديين الميدانيين أثناء معارك نهر البارد. وفي موازاة ذلك، أفادت مصادر عسكرية أن الجيش اللبناني طلب استدعاء السجين الفار محمد عوض فلاح للتحقيق معه على خلفية قضية شبكات إرهابية أخرى. وفي هذا السياق، علمت «الشرق» أن معاون مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي داني الزعني، قد أصدر أمراً باحتجاز 65 عسكرياً، بينهم ضباط ورتباء وعناصر. مسلحون من تنظيم فتح الإسلام (الشرق)