التراشق الإعلامي الدائر حالياً بين بعض الصحف السعودية نتيجة دراسة أعدتها إحدى الشركات المتخصصة عن نسب توزيع الصحف في المملكة، محزن ومخيف لأنه لايختلف كثيراً عن تراشق مدرجات الملاعب. يُفترض بالصحف أن ترتقي بمستوى الحوار ولغة النزاع على اعتبار أنها تعتلي المنصة الأعلى فكرياً في الطرح وتناول القضايا وهي التي تملك الخبرة والأقلام وأهل الفكر. القارئ لن يغير رأيه في صحيفته لأنه قرأ تقريراً عن نسب التوزيع، والمعلن لديه خيارات عديدة ليعرف خيارات الناس وخيارات هذه النسب المعلنة. هذه الانفعالات الدائرة هذه الأيام بين بعض الصحف السعودية ليست جديدة وتدور رحاها كلما أعلنت صحيفة محلية نسب أرقام توزيع بالتأكيد تكون في صالحها.رفع وزارة الإعلام يدها عن هذه المهاترات الصحفية حسب تصريح حبيب الجميع معالي وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في «الشرق» يوم أمس، ليس له ما يبرره، وزارة الإعلام السعودية لها يد طويلة على الصحف السعودية لا أحد ينكرها ومهمة تصفية الأجواء لها أولوية رئيسية ونحن الذين نصارع على كافة الأصعدة لنشر ثقافة الحوار وثقافة الاختلاف بعيداً عن مسائل كيل التهم والتقليل من شأن الآخر المختلف معه، ووزير الإعلام صاحب خبرة عريضة في مسائل تصفية الأجواء. بالإضافة إلى أن قراءة الإحصائيات لعبة لها أبطالها من المتخصصين مما يجعلها أحياناً مسألة خاضعة للأهواء والمصالح التي تتباين من جهة إلى أخرى وكل جهة توظفها لمصالحها مما يقودنا إلى مدى قانونية مثل هذه الممارسات التي تُجبر حينها وزارة الإعلام على التدخل لحل هذه الإشكالات.