تحب ضحى إبراهيم العبد القادر ذات ال 22 عاما، بطبيعتها، مساعدة الآخرين، ولكنها اكتشفت أن العمل التطوعي عبارة عن منفعة متبادلة، ففي حين يقصد المتطوع من وراء جهوده عمل الخير، يجد أثناءه متعة منقطعة النظير، ويكتسب خبرات تفوق عمره بأضعاف، هكذا تنظر العبد القادر إلى التطوع، و تعده تجربة استثنائية. و تتذكر طالبة الطب بالسنة الثانية في جامعة الخليج العربي بمملكة البحرين الشقيقة، ضحى، بدايتها مع التطوع، حين عملت كمترجمة وإدارية بمستشفى أرامكو، قبل سنتين، ورغم عدم تدخلها في الكشف المباشر على المرضى، إلا أنه كان يسمح لها بمراقبة الأطباء أثناء علاج مرضاهم. و تقارن العبد القادر بين حياتها قبل ممارسة العمل التطوعي، و بعده، فتقول ل»الشرق»: «كنت شخصية هادئة جدا، ذات علاقات محدودة، أما حاليا، فصار مجتمعي كبيرا، ودائرة علاقاتي واسعة، كما غدوت أقدر على التعامل مع مختلف الشخصيات، بل حتى ذوي الطباع الصعبة، حيث تعلمت كيف أتمالك نفسي وأسيطر على أعصابي، وبالتدريج بات كظم الغيظ صفة مترسخة في نفسي، وهذه في حد ذاتها إضافة رائعة أعتز بها كثيرا». و تكمل:»أشعر بالامتنان للخبرات التي حصلت عليها خلال امتهاني التطوع، فأنا أدرك تماما أنها لربما احتاجت عمرا آخر حتى أتقنها، و لمست في نفسي رقيا عقليا رفع مستوى حواري، مع ذاتي أولا ثم أهلي و مجتمعي». التحقت «ضحى» مؤخرا ب (جمعية العمل التطوعي) للحصول على رخصة العمل التطوعي التي في طريقها كي تصبح شرطا من شروط العمل التطوعي في المملكة، تتضمن دورات للتطوير الشامل، تتوّج بما يشبه (مشروع التخرج) في الجامعة، يبتكر المتطوع مشروعا خاصا به ويُعِد له دراسة جدوى، يتبين له منها مدى فاعلية المشروع ونجاحه مستقبلا (أي عند التطبيق). وينبع انخراط «ضحى» في العمل التطوعي من حبها لدينها، ووطنها، ومجتمعها، فهو بالنسبة إليها طريقة تعبر بها عن ولائها واهتمامها، متمنية أن تنتمي إلى الفئة المذكورة في الحديث النبوي الشريف:»إن لله عبادا اختصّهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير، وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة». تعترف «العبد القادر» أنها تعلمت من أخطائها، ومن أخطاء كل الذين قابلتهم خلال فترة تطوعها، ما صقلها إلى حد بعيد، واستطاعت أن تدير نفسها، ووقتها، وأعمالها، إضافة إلى المكان الذي توجد به. و تتحدث ل «الشرق»، عن طموحها في دمج مهنتها المستقبلية في مجالها التطوعي، فترأَس جمعية عمل تطوعي سعودية للأطباء.