أيام قلائل ويشرق شهر رمضان المبارك ..وتشمخ النفوس بالسماحة ..والرضا.. وتضيء بالخير.. والاحسان..ويملأ الجو الروحاني العظيم كل الحنايا والصدور. وفي هذا الشهر العظيم ينطلق الدعاء ..ويعم الرجاء..وتقوى التوبة..وينقي الانسان المؤمن نفسه من شوائب الاحتدام.. والانفعال ..والشطط..ويتوجه المؤمنون إلى رب العالمين يسألونه المغفرة ..ويطلبونه النجاة.. وقبل أن يهلَّ رمضان بعبق الصفاء ..والنقاء لابد أن نذكِّر أهل الخير ..بأن هذا رمضان شهر الخير على الأبواب ..وعليهم أن يهبوا لمساعدة المحرومين ..وأصحاب الحاجة ..وبالذات أولئك الذين تقف قلوبهم وأيديهم عن السؤال وهم ربما يكونون أشد حاجة من سواهم ..وينطبق عليهم قول الشاعر: إن الكريم ليخفي عنك عثرته حتى تحسبه غنياً وهو مجهود وبلا شك فإن مؤزارة المحتاجين وقضاء حاجاتهم لها ثواب كبير عند الله سبحانه وتعالى وكلنا نعرف هذا ..قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (ان لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم في الخير وحبب الخير إليهم انهم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة). هذه المنزلة الكريمة والكبيرة لمن يستطيع أن يؤازر المحتاجين ويقوم على قضاء حوائجهم ستظل دافعاً قوياً من أجل عمل الخير دائما وأبداً وبالذات في شهر رمضان الكريم شهر الخير والاحسان..وفي شهر رمضان الكريم يتواصل الدعاء..وما أحوجنا إليه فلا يرد القضاء إلا الدعاء ..والدعوة الطيبة لأصحاب القلوب الرحيمة ..أولئك الذين يتسابقون لتفريج هموم المحتاجين ..وزرع ابتسامة بدلاً من الدمعة لتفرح القلوب فتلهج الألسن بالدعاء. ان الذين حباهم الله بالمال يواجهون رغباتهم في الاقتناء لكل ما يخطر على بالهم ..ويعتمل في نفوسهم في شهر رمضان وتعج بهم الأسواق لشراء كل حلو...وجميل ..والواجب أن يتذكروا المحرومين وأولئك الذين لا يجدون ما يكفي ..حتى يشيعون الرضا في النفوس وتبتهج بالتفافهم الصدور. نسأل الله أن يوفق الجميع ليكونوا القادرين على عمل الخير .. في شهر الخير. آخر المشوار قال الشاعر: يا محسنون جزاكم المولى بما يرجر على مسعاكم المحمود كم رد فضلكم الحياة لمائث جوعاً وكم أبقى على مولود كم صان عرضاً طاهراً من ريبة ونفى أذى عن عاثر منكود