أوضح أستاذ الإعلام الجديد، الدكتور سعود كاتب، أن السوق الإلكترونية ل”الكتب المستعملة” فكرة جديدة، مبينا أنها عملية ومفيدة، لا سيما أندية الكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، ك”فيس بوك” و”تويتر”، حيث تساعد المتصفحين على إيجاد الكتب التي يحتاجون إليها بأسعار مناسبة. ويوضح كاتب أن بعض الكتب قد تتوفر لدى أشخاص، دون المكتبات، والسوق الإلكترونية تتيح عرض الكتب من المنزل بسهولة، دون الحاجة إلى عرضها في المكتبات أو المحلات التجارية. وكشف كاتب أنه كان يشتري “الكتب المستعملة”، طوال فترة دراسته الجامعية، ولا يرى الأمر عيباً، بل إن تقليل التكلفة على الطالب أمر جيد، بدلاً من شراء كتب جديدة مرتفعة الثمن. شائعة في أوروبا وأوضح الأستاذ الجامعي في “كلية الاقتصاد والإدارة”، طارق كوشك، أن ثقافة “الكتب المستعملة” شائعة في أوروبا، حيث يشتري الطلاب الجامعيون الكتب الدراسية من زملائهم السابقين، وفي نهاية الفصل الدراسي، يعرضها الطلاب في مكتبة الجامعة بسعر منخفض، يتفاوت حسب نظافة الكتاب، فيبيع الطالب الكتاب بخمسين دولاراً بعد شرائه بمائة دولار، ثم يبيعه على مكتبة أخرى بسعر أقل بثلاثين دولاراً، وهكذا تظل الكتب متوفرة للطالب بأسعار منخفضة أقل من الكتب الجديدة. سوق إلكترونية ويشير كوشك إلى أن تجارة الكتب المستعملة عبر الإنترنت، معروفة في أوروبا، فضلاً عن إقامة معارض إلكترونية لها، وفي حال رغب الزبون في كتاب معين، يترك إعلانا إلكترونيا بانتظارالعروض، مع إمكانية تحديد الطبعة المطلوبة، ويلقى غالباً تجاوباً كبيراً، فبعض الكتب التي لايحتاجها بعضهم، يبحث عنها آخرون، وربما يحتفظ بها في المنزل، ويريد الاستغناء عنها حيث إنه يريد شراء كتب جديدة، فيبيعها لغيره بسعر مناسب. وأكد كوشك أن المكتبة المركزية في جامعة الملك عبدالعزيز، تستقبل الكتب المستعملة من الطلاب، دون مقابل مادي بدل بيعها على المكتبات خارج الجامعة، مشترطة نظافتها، وعدم تمزقها، بحيث تصلح للاستخدام. إقبال كبير بينما نوه البائع في إحدى المكتبات المتخصصة في بيع الكتب المستعملة، ولي الدين، أن زبائن الكتب المستعملة كثيرون، فالإقبال على شرائها يتزايد، خاصة الطلاب الجامعيين من الجنسين، بسبب رخص الأسعار، وربما يعترض الطلبة بين فترة وأخرى على الأسعار، كونهم يرغبون في السعر الذي يحددونه، إلا أن الأسعار محددة مسبقاً وثابتة، منوهاً إلى أن شروط شراء الكتب المستعملة هي نظافة الكتاب، والإقبال عليه، وألا يكون ممزقاً أو مشوهاً بكثرة الكتابات، وحداثة الطبعة، فلا يستقبلون الكتب من طبعات قديمة قبل سنتين أو أكثر، مبيناً انخفاض أسعار الكتب المستعملة مقارنة بالمكتبات الأخرى، بنسبة تتراوح بين %35 إلى %40، مؤكدا أن الكتب التي تباع بالكامل مراقبة من قبل وزارة الثقافة والإعلام. عائد مناسب وذكرالطالب الجامعي أحمد الزهراني، أن الحاجة ترغمه على بيع الكتب المستعملة، مقابل عائد مادي مناسب، ولكن أصحاب المكتبات يعرضون عليه شراءها بأسعار أقل من المتوقع، ثم يبيعها بمبلغ أكبر لزبون آخر. بينما عد زميله محمد السعدي أسعار هذه الكتب مناسبة جداً، مطالباً أعضاء هيئة التدريس في الجامعات بحثّ الطلاب على شراء الكتب المستعملة، مشيراً إلى أن بعض الأساتذة يطلبون كتباً جديدة غير متوفرة في المكتبات الخاصة بالكتب المستعملة، ما يجبرهم على شرائها من بقية المكتبات بسعر عالٍ جداً.