تواجه بريطانيا مخاطر فقدان إمدادات غاز طبيعي مسال في الأمد البعيد حيث ترسل إليها قطر ما يتبقى لديها من شحنات في المدى القصير بينما تتجه كميات متزايدة من الغاز القطري المسال إلى عملاء آسيويين يدفعون مبالغ أكبر. وتقول شركات طاقة بريطانية ومحللون إن هذه الاستراتيجية تحقق فوائد لقطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم لكنها تعرض بريطانيا لمخاطر كبيرة. وتعتمد بريطانيا بشكل متزايد على قطر لسد العجز المتفاقم في امدادات الطاقة لكنها أخفقت حتى الآن في الحصول على ضمانات للإمدادات من الدولة الخليجية. وبدلا من ذلك تحاول قطر بيع معظم إنتاجها من الغاز في السوق الآسيوية من خلال توقيع اتفاقات توريد طويلة الأجل مع عملاء في اليابان وكوريا الجنوبية وأسواق ناشئة مثل الصين والهند حيث يتزايد الطلب على الغاز بوتيرة متسارعة وترتفع الأسعار. وسدت الشحنات القطرية ربع احتياجات بريطانيا من الغاز العام الماضي. ويشكل إمداد الأسواق البريطانية ذات الأسعار غير الجذابة ميزة لقطر في الوقت الراهن إذ أنها تحجب الغاز عن آسيا وتبقي الأسعار مرتفعة في الأسواق المستهدفة مثل اليابان وكوريا الجنوبية ريثما تتفاوض على عقود طويلة الأجل. لكن الافتقار إلى اتفاقات توريد ملزمة يعني أنه إذا حدث ارتفاع مفاجئ في الطلب الآسيوي فإن ذلك قد يحرم بريطانيا من واردات تحتاجها بشدة من الغاز الطبيعي المسال. وقال نيال تريمبل مدير إنرجي كونتراكت كومباني “أمن الامدادات في بريطانيا ليس جيدا كما كان يعتقد من قبل.” وقالت مصادر مطلعة إن الحكومة البريطانية تراقب عن كثب امدادات الغاز الطبيعي المسال من قطر خشية حدوث انقطاع مفاجئ لاسيما خلال موسم الشتاء الذي يرتفع فيه الطلب نظرا للحاجة للتدفئة. وقال تريمبل “نحن المستورد الوحيد في العالم بدون إمدادات مضمونة من الغاز الطبيعي المسال لذلك إذا حدث شيء مماثل لكارثة فوكوشيما فإن إمداداتنا هي التي ستتضرر.” وحين وقعت كارثة فوكوشيما في مارس آذار من العام الماضي وما أعقبها من إغلاق محطات كهرباء تعمل بالطاقة النووية اضطرت اليابان لاستيراد كميات قياسية من أنواع بديلة من الوقود مثل الغاز الطبيعي المسال إذ غيرت شحنات عديدة وجهتها بعد أن كانت متجهة إلى أسواق في أوروبا. وأظهرت وثائق حكومية بريطانية رفض المسؤولين القطريين المتكرر لطلبات بضمان الإمدادات مفضلين اتخاذ القرارات بشأن الشحنات بناء على الأهداف الاستراتيجية وأوضاع السوق. رويترز | لندن