تجددت الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي بين المتظاهرين وقوات الجيش على جانبي الجدار العازل، الذي أقامه الجيش في القصر العيني أمس، وفي شارع الشيخ ريحان المجاور لمبنى مجلس الشورى، تبادل على إثرها الطرفان قذف الحجارة وكرات اللهب، وارتفع عدد المصابين إلى أكثر من 500 مصاب بعد تدخل قوات الأمن المركزي، وأعلن مصدر في وزارة الداخلية عن إصابة 24 مجنداً، كما ارتفع عدد الشهداء إلى عشرة. وألقى المتظاهرون القبض على أحد الأشخاص المتورطين في إلقاء الحجارة عليهم، وذلك فوروقوعه من أعلى مبنى المجمع العلمي المحترق، وهجموا عليه وضربوه حتى وصلوا إلى أكبر تجمع للقوات المسلحة، وسلموه لهم، مطالبين بمحاكمته عسكرياً بتهمة قتل المتظاهرين وإصابتهم إصابات خطيرة. وقام متظاهرو التحرير صباح أمس، بتوزيع منشور يتضمن صورة أحد جنود الجيش يمسك بشعر إحدى الفتيات، وصورة أخرى لنفس الجندي يقوم بحرق مبنى المجمع العلمي، ورصد المنشور مكافأة مالية قدرها عشرة آلاف جنيه لمن يعثر على الشخص صاحب الصورة، كما وضعوا رقم هاتف محمول للتواصل معهم. وطالب مؤسس حزب «غد الثورة» الدكتور أيمن نور»المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتخلي فوراً عن الإدارة المدنية، وتشكيل مجلس رئاسي مدني، وإحالة جميع المسؤولين فى الأحداث الأخيرة إلى المحاكمة العاجلة بعد وقفهم من العمل وحبسهم احتياطياً لحماية الأدلة والشهود». وتعرَّض شباب 6 أبريل وتكتل شباب السويس لهجوم من مجهولين مسلحين بأسلحة بيضاء قاموا بالاعتداء على الشباب بميدان الأربعين في السويس، أثناء قيام الشباب بالتظاهر احتجاجاً على أحداث مجلس الوزراء، وأصيب في الاعتداءات أربعة من شباب الثورة بإصابات مختلفة. وقال عضو تكتل شباب السويس كمال البنا: «فوجئنا بالهجوم الذي تعرَّض له الشباب في ميدان الأربعين، والذين تظاهروا احتجاجاً على ما تعرَّض له الشباب أمام رئاسة الوزراء من قتل وسحل». وقال منسق حركة 6 إبريل في المنيا علاء كباوي: «إن العنف منهج متبع من الحكومة في فض كل اعتصام «مطالباً بالتحقيق الفوري ومحاسبة المسؤولين أمام جهة حيادية». ومن جهتها أمرت النيابة العامة بحبس 16 متهماً لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات في أحداث المصادمات الدامية التي شهدها شارع القصر العيني، ونسبت النيابة العامة إلى المتهمين تهماً بمقاومة السلطات والتجمهر وإشعال الحريق عمداً بمبانٍ حكومية وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة المتمثلة في منشآت وسيارات عامة، وأخرى مملوكة للمواطنين، وحيازة وإحراز مفرقعات وعبوات مشتعلة. ومن جانبه قال رئيس دار الكتب المصرية الدكتور زين عبد الهادي: «إن النسخة الأصلية لكتاب «وصف مصر» الذي أعده علماء الحملة الفرنسية على مصر (1798 – 1801)، قد احترقت بالكامل خلال حريق المجمع العلمي المصري، مشيراً إلى أن المتطوعين نجحوا في إنقاذ نحو ثلاثين ألف كتاب من أصل 196 ألفاً كانت ضمن مقتنيات المجمع الذي احترق أمس الأول».