حزب الله الذي أقض مضاجع إسرائيل وحرر جنوب لبنان، هو نفسه اليوم يخجل من تشييع شهدائه علانية وإذا اضطر لذلك يعلن عن استشهاد فلان ويقول الذي استشهد وهو يقوم بواجبه .. أيُّ واجب هذا الذي يخجل حزب الله من تحديده، هل هو واجب سري في عمليات سرية للمقاومة أم هو في سوريا خلال المشاركة بقتل الشعب السوري البطل بذريعة حماية خط المقاومة والممانعة؟ وإذا كان الأخير مثلا وهو كذلك، فلماذا يخجل حزب الله من الإعلان عن مقتل عناصره وقادته في سوريا؟ حزب الله ادعى مبدأ الحياد في بداية الثورة السورية وقال في بيانات له إنه على السلطات السورية أن تلبي المطالب المحقة للمتظاهرين. ثم راح يدافع عن النظام الذي أخذ يتساقط بدوره مع اتساع رقعة التظاهرات.. وبعد أن اضطر المعارضون السوريون لحمل السلاح أخذ حزب الله يتبنى موقف نظام آل الأسد بالكامل ويرى أن ما يحصل هو مؤامرة مسلحة مدعومة من الاستكبار العالمي الأمريكي الصهيوني السعودي القطري السلفي ضد خط المقاومة والممانعة. وبعد هذا راح يتلطى (يتخفى) وراء تجار المخدرات ليبرر الاعتداء على اللاجئين السوريين في لبنان وخطفهم .. واليوم يخجل من تشييع شهداء المقاومة والممانعة ألا يعني هذا أن هؤلاء ليسوا شهداء المقاومة ولا الممانعة. إنهم شهداء الفتنة الإيرانية المذهبية التي ورطت حزب الله ودمرته وجعلته ورقة صفراء بعد أن كان خندقا وقلعة وحصنا منيعا. كل هذا الواقع ألا يستدعي من حزب الله أن يقف ويفكر ويراجع جميع حساباته وتاريخه وأمجاده التي تتكسر غصنا غصنا وتضيع في الهواء.